الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:54 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:18 PM
المغرب 7:49 PM
العشاء 9:21 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة... المقاتلون والوسطاء

منذ بداية الحرب، واستهلاكها إدارتين أمريكيتين تدخلتا مباشرةً فيها، وأدّتا دور الوسيط والشريك، تكرّست معادلةٌ مفادها أن المتقاتلين على الأرض، من كلا الجانبين، يتشبثان بأجندات تؤدي إلى استمرار الحرب حتى لو هدأت لفترة قصيرة بإنجاز تبادلات محدودة، إلا أن نارها تظل كامنةً تحت الرماد.

الإسرائيليون ورّطوا أنفسهم باحتلالٍ متدحرج هو في طريقه لأن يغطي ثلاثة أرباع مساحة القطاع، ولم يكتفوا بالجيش لأداء المهام، بل أسسوا مليشيا مساعدة بما يحمله ذلك من خطرٍ مباشرٍ على النسيج الاجتماعي في غزة، ووضعوا خططاً لاستثمار المساعدات الإنسانية وكيفية توزيعها في العمل الحربي.

والمقاتلون الغزيون يحاربون في مساحات ضيقة على طريقة حرب العصابات، بعد خساراتهم الفادحة في القيادات والمعدات.

أمّا المفاوضون منهم بين القاهرة والدوحة، فقد وضعوا أمام خيارين أحلاهما مر، خيار الاستسلام دفعةً واحدة بتسليم السلاح والمحتجزين مقابل نجاةٍ شخصيةٍ لما تبقى من المقاتلين، وهذا ما أُعلن رفضه منذ بدايات طرحه، والخيار الآخر القبول بالمبادرات الجزئية التي تفضي إلى وقفٍ مؤقتٍ للنار دون التزام بإنهاء الحرب، وهذا كما تراه وتحذر منه يعني الاستسلام على مراحل ما دام الهدف الأمريكي الإسرائيلي المشترك هو استئصالها من غزة، باستئصال مقومات سيطرتها ونفوذها وأهمها القادة والسلاح.

وهذه الحالة وضعت الوسطاء وتحديداً العرب منهم أمام وضعٍ في غاية الصعوبة إن لم تكن مستحيلاً وهو التوصل إلى تسويةٍ وسط بين الأجندة الإسرائيلية المتصاعدة التي تنفذ تحت النار، وبين حماس التي تقاوم وتفاوض في مساحات ضيقة وإمكانات متناقصة، وتسعى للحصول على ضمانات أمريكية بإنهاء الحرب مع آخر محتجز يجري تسليمه.

هذه هي حالة غزة في مجالي القتال والتفاوض، وهو حال الوسطاء وخصوصاً العرب منهم وحتى الآن لم ينتج العقل البشري تسويةً متفقاً عليها ترضي كل أطرافها، كذلك لم ينتج الميدان خلاصات حاسمة سوى استمرار الحرب وارتفاع منسوب الدم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...