إما الصعود وإما الدمار أمام الحرب الجارية

الكاتب: مروان أميل طوباسي
في لحظة مفصلية تمر بها المنطقة، يُرسم مستقبل الشرق الأوسط على وقع معارك كبرى وتبدلات استراتيجية لا ترحم . من بين هذه التحولات ، يبرز خطر سقوط إيران ليس كحدث عابر ، بل كنقطة فاصلة في مسار التوازنات الجيوسياسية الإقليمية.
سقوط إيران ، بقطع النظر عن النظام القائم ، يعني انهيار آخر خط دفاع إقليمي غير خاضع لمنظومة الهيمنة الأمريكية الصهيونية . وتداعيات ذلك ستكون كارثية على الجميع ، أولهم نحن في فلسطين . تهجير أهل غزة والضفة سيتحول من مشروع متعثر إلى واقع مفروض بقوة إسرائيل المتحررة من أي رادع باتجاه "مشروع أسرائيل الكبرى "، والمسنود بتفاهمات إقليمية مغلفة بشعارات "السلام والتطبيع ".
بعدها ، سيتفتت لبنان ويُعاد رسم سوريا بين الأحتلال التركي والنفوذ الإسرائيلي بعد ان تم تنفيذ غزوة أحمد الشرع الجولاني ، بينما تتحول الأردن ومصر إلى ساحات عبور لتغييرات ديموغرافية قسرية . الخليج ، رغم ما يظهر من ازدهار ، سيدخل في قبضة "السلام الإبراهيمي" تحت هيمنة صهيونية ناعمة تقودها واشنطن، وتعيد تموضع القواعد والنفوذ في السعودية والعراق.
أما شمال أفريقيا ، فسيُعاد تأهيله ضمن استراتيجية اختراق جديدة ، من ليبيا كبوابة اقتصادية وأمنية نحو العمق الأفريقي ، والمغرب مركز نفوذ إسرائيلي مباشر بما فيه من قواعد للموساد الإسرائيلي ، بينما تُضغط تونس والجزائر للأنخراط أو الانهيار من خلال سياسات الضغط الأمريكية والغربية .
ما يُراد هو "شرق أوسط جديد" يمتد الى شمال أفريقيا ، لا مكان فيه للسيادة الوطنية ولا حتى لفكر المقاومة السياسية ولا للهوية النهضوية العربية الجامعة ، مشروع تقسيم وتفتيت وإذلال واستتباع طويل الأمد للحضارة الغربية الإستعمارية وفي اطار فوقية شمال الكرة الأرضية البيضاء .
لهذا نقول ، المعركة اليوم ليست بين سنة وشيعة ، ولا بين أنظمة ومعارضة، بل بين مشروعين ، مشروع صهيوني إستعماري توسعي ، ومشروع وطني تحرري سيادي . فالحياد وهم والصمت خيانة للمستقبل . فإما أن نَصعد معاً في معركة التحرر والسيادة والكرامة ، أو نُسحق تباعاً في مشروع الفوضى والخراب المرسوم .