مهارة خيبر ام اخفاق الصناعات الاستعمارية

الكاتب: د. محمد عودة
استوقفني تحليل لاحد الخبراء البريطانيين خص به صحيفة تلغراف حيث ذكرني بأحد الإسرائيليين الذين عرفتهم وهو من أصول عراقية حيث قال في احدى اللقاءات في المقاطعة واقتبس ان دولة إسرائيل أقيمت نتيجة اخفاق الأنظمة العربية وتواطؤ بريطانيا والحركة الصهيونية وليس نتيجة قوة العصابات الصهيونية التي تحولت لاحقا الى ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي وأكمل حديثة قائلاً ان اليهود والفلسطينيين تعرضوا لمؤامرة اقطابها النظام العربي الرسمي والاستعمار والحركة الصهيونية.
قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من الإشارة الى ان إيران التي لها خصومة مع غالبية دول الجوار إضافة الى عدائها المعلن لأمريكا وإسرائيل تعاني من حصار مالي واقتصادي وعسكري منذ ما يزيد على أربعة عقود وعليه فان أي صناعات محلية تحتاج الى جهد ووقت اضعاف ما تحتاجه نفس الصناعة في أي بلد آخر ورغم انني لست من مشجعي أي صناعات عسكرية الغاية منها القتل الا ان انتاج هذا التنوع من الصواريخ رغم كل المعوقات وخاصة خيبر يحترم ويقدر.
عودة الى الخبير البريطاني في صحيفة التلغراف واقتبس من تحليلاته، يقول ان صاروخ خيبر الإيراني الذي انطلق من أصفهان كان علية ان يقطع ما يقارب 2000 كم في اقل من عشرة دقائق اضافة الى تخطي قواعد صواريخ اعتراضية يفوق عددها عدد الحواجز التي تقطع اوصال فلسطين حيث ان عليه تخطي الدفاعات الامريكية في العراق والتي تعد بالمئات وحسب منطقة مرور خيبر يمكن ان تعترضه الدفاعات في عين الأسد، او بلد وربما التاجي ولم لا فيكتوري او ربما التون كوبري.
وبما انه تخطى كل هذه القواعد مطلوب ان يتخطى طائرات رفال الفرنسية التي ستحاول اعتراضه فوق الامارات ومن اجل القيام بالمهمة يجب ان تكون قد حصلت على التراخيص الضرورية للعمل في المجال الجوي لغالبية دول الخليج.
وبما انه نجح في تجاوز الرفال فان عليه تخطي يو اس اس كارل ولفنسون المزودة بأحدث وسائل الاعتراض والتكنولوجيا، لقد نجح مرة أخرى في المراوغة لكن لا زال الطريق امامه شاق وطويل، حيث عليه تخطي أسلحة الجو لكل من أمريكا وبريطانيا والأردن مستخدمين اف 35 وتايفون وقد فعل.
لم يرق للدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي حاولت في البداية عبر حيتس 3 ولم يفلح ومن ثم حيتس 2 الذي لم يحالفه الحظ، فنفخ عضلاته مقلاع داوود الذي حصد فشل كل من سبقه، فانبرت القبة الحديدية معتقدة انها ستفلح فيما فشل فيه كل من سلف ذكره.
لم نأتي على كل اشكال الدعم اللوجستي والتكنولوجي الذي عمل لصالح الصواريخ الاعتراضية فقد تشكل جيشها من الأقمار الصناعية الامريكية والاوروبية، نظام الاشعة تحت الحمراء الامريكية سبيرس، الرادارات مثل الثاد والانتي باي والايلتا سيستم وليس اخرها ستار لينك الذي يمنحه ايلون ماسك لكل معارضي النظام من اجل تسهيل وصول المعلومات قبل واثناء وبعد انطلاق خيبر.
وبما ان خيبر تخطى كل المعوقات فلا بد من دارسة هذه الظاهرة على راي ذلك الإسرائيلي من أصول عراقية والذي عزا قيام الكيان لفشل الأنظمة العربية وليس لنجاح العصابات الصهيونية، فان كان خيبر نجح بمهارته فان على كل الدول الصناعية ان تعمل له تمثالاً يستحقه، اما إن كان السبب قصور في كل اشكال المعترضات ومساعديها فانصح في الحالتين الدول ذات العلاقة ان تلقي بهذه المعدات في مزابل تخصص للغرض، عندها لن يبقى من خيبر او سجيل الا تمثال اصم ، وهكذا ستكون البشرية قد تخلصت من أدوات القتل لكي يعيش الانسان بغض النظر عن دينه وعرقه ومكان سكناه بأمن وسلام واستقرار.