هل اليوم التالي.. اتساع التطبيع وفتح مسار التسوية؟

الكاتب: رأي مسار
بعد أن وزّع أطراف الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأمريكية، أوسمة النصر على أنفسهم، بدأ الحديث عن تسوية وشيكة للحرب على غزة، في سياق معالجةٍ أوسع لقضايا المنطقة، وتوسيع دائرة التطبيع التي لم تكتمل.
مصادر إسرائيلية أفادت بأن نتنياهو يعد العدة لزيارة البيت الأبيض ليحتفل مع الرئيس ترمب "بنصرهما" في حرب إيران، وليغتنما الفرصة لتوسيع اتفاقات أبراهام والبحث فيما بعد الانتصار وتسوية غزة.
الحقيقة التي بدأ الإسرائيليون يقرون بها هي عدم الانتصار لا المطلق ولا النسبي في حرب غزة.
تشير إلى ذلك استطلاعات الرأي التي سجّلت أغلبية عالية حول ضرورة وقفها، وكذلك أقوال الجنرالات ومنهم غابي أشكنازي رئيس الأركان الأسبق، الذي اعتبر تجربة حرب غزة بالنسبة لإسرائيل فاشلة تساوي هزيمة.
المخرج المنطقي إذا ما كان المنطق لا يزال يعمل في هذا الزمن، أن يكون النصر الملتبس في حرب إيران والنصر المستحيل في حرب غزة، وتوق الرئيس ترمب للحصول على جائزة نوبل للسلام، أن يبدأ فعلاً مسار الحل السياسي الجذري لمكامن الحروب في الشرق الأوسط، وأولها وأهمها القضية الفلسطينية.
فهل نرى تقدماً جدياً يؤديه الرئيس ترمب نحو حلها بعد أن تبين له أن العالم كله يريد حلها وأن حلفائه في الحكومة الإسرائيلية وحدهم من لا يريدون؟
ستبدو الأمور واضحةً أكثر في قادم الأيام حين يختبر الموقف الأمريكي من العملية السياسية الكبرى التي سوف تستأنف بقيادة السعودية وفرنسا، وحين يجري الحديث عن اتساع دائرة التطبيع فالمقصود هو السعودية وشروطها القاطعة بهذا الخصوص.
بوسع أي طرف ادعاء النصر حتى لو كان خاسراً ولكن النصر الحقيقي الذي لم يجرؤ على ادعاءه حتى الآن أي طرف، هو انهاء الحرب على غزة وحل القضية الفلسطينية بما يرضي شعبها.