الشرطة رمز سيادة القانون

الكاتب: المستشار الدكتور خليل قراجه الرفاعي
تحتفي فلسطين في هذا اليوم في الأول من تموز من كل عام بعيد الشرطة.
وهو تقليد دأبت عليه دول كثيرة، وفي فلسطين لهذا اليوم خاصية مختلفة، إذ نستذكر فيه شهداء الواجب من أبناء هذه المؤسسة، التي تشكل بحد ذاتها قيمة شكلية وموضوعية بل ركناً لا يمكن استبعاده من تشكيل مؤسسات الدولة.
والشرطة مؤسسة وجهاز له طابع خاص ، فلا هو جهاز عسكري ولا أمني بالمعنى الحرفي، وبذات الوقت ليس بالجهاز المدني حاله حال الوزارات فبهذا يتفرد جهاز الشرطة بلونه المميز.
الشرطي في الشارع هو عنوان القانون وسيادته والالتزام بما يصدر عنه هو التزام بالقانون.
وتكتسب الأمم احترامها لذاتها بقدر التزامها وانضباطها للقانون ومن يمثله لا سيما في الأمور العامة والمشتركة والمرسلة بين الناس.
في الفترة الأخيرة ظهرت قيمة إضافية لجهاز الشرطة عندما عشنا أزمة المحروقات ومعها اكتشفنا كم هو مجتمعنا غير متماسك في الملمات بالصورة التي مضى عليها سنوات، ووجود الشرطة في أماكن قاعات امتحانات التوجيهي يضفي طمأنينة لدى الأهالي والطلاب مما يزيد من تعظيم العمل الشرطي.
كذلك؛ فإنه من الأهمية إيلاء عدم زج الشرطة في تفاصيل يمكن معالجتها وهذا يعتمد على قدرة وجود الشرطي بداخل كل إنسان بذاته، يوقفه عند حدوده ويمنعه من ارتكاب الأخطاء، لأن الانضباط مسألة ذاتية ابتداءً لصنع مجتمع قادر على النهوض بمسؤولياته.
و بقدر وجود الضمير المانع لارتكاب أخطاء الشارع العام والحقوق العامة، بقدر ما يعلو المجتمع ويهبط بقدر غياب ضميره الفردي والجمعي.
مسؤوليات الشرطة عظيمة وجهازنا محط احترام وتقدير وفخر لكل فلسطيني وفلسطينية.
في عيد الشرطة تحية لكل من ارتدى زي الشرطة يوماً ولكل أمهات وزوجات وبنات وأبناء أجهزة الشرطة التي بها نفخر ونقدر ونحترم وبإشاراتهم نلتزم... والشهداء والأسرى منهم أولاً.