هل اصبح اليسار على اليمين !!

الكاتب: محمد اللحام
قبل سنوات وفي نقاشات مع الأصدقاء والرفاق من كوادر اليسار وعن سبب التقارب من حزب مخالف تماما ايدولوجيا (خماش) كان الجواب اننا نلتقي معهم فقط على ارض المعركة في مقاومة الاحتلال الا اننا نختلف معهم تماما بالبرنامج الاجتماعي وبالفكر العلمي وأسس المجتمع المدني
نتابع كيف ذاب معظم هذا اليسار في صناديق حركات الإسلام السياسي حتى اصبحت عمائم طهران وحتى عواصم الاخوان (اسطنبول والدوحة ) عنوان لحجيجهم اليها ومرابط لخيلهم حيث يتم استخدامهم وقت الحاجة .
وقد يخدعون انفسهم بان خماش تشاركهم وهي التي حكمت القطاع ١٧ عاما دون شراكة حتى مع شق اسلامي اخر .
اليوم تجدهم يذهبون لانتخابات في حلف اجتماعي بمجلس طلبة واتحاد نسائي ونقابات واندية وو!!!
طبعا الغلبة ليست لليسار وبالتالي غالبا هم تكملة لمساعدة خماش للقوز.
سوف يسوق البعض من اليسار تبريرات جلها نقد وتشخيص لاخطا حركة فتح وجلدها وووو.
لم اشاهد هذا الكادر اليساري يهتم بتشخيص ازمته التي تصل حد الانفصام الفكري بأن يدعي التقدمية والاشتراكية والعلمانية والماركسية ولا يتوقف للحظة لنقد او مراجعة بل يرى الأفضلية الهروب لنقد وجلد عثرات حركة فتح واستسهال استخدامه من العمائم.
فتح ليست بملائكية ولها أخطأ وعثرات ولكن تستوعب النقد حد التجريح من ابنائها ومن العموم على اعتبار فتح شأن فلسطيني وليست شأن فتحاوي فحسب وهذا شرف لها .
ترى تحالف اليسار مع خماش في نقابة المهندسين وفشل كبير لم يتعلموا الدرس واليوم تجد اصحاب الفكر المؤدلج بالاحمر على يمين من وصفوهم تاريخيا باصحاب الفكر الظلامي المؤدلج بالاخضر نعم هؤلاء ابناء جذر احمد الشرع الا اذا تبرؤا منه سرا !! يشبكون الأيادي الى صناديق نقابة المحامين ولا اعرف من يضحك على من فيهما.
دعونا نعترف بان ذهاب اليسار لليمين جزء منه تتحمل مسؤوليته حركة فتح ولكن الجزء الاكبر والمسؤولية الأولى لهم حيث لا يريدون حتى الاعتراف بفشل قفزاتهم للجلوس على اليمين وتحالفهم في مؤسسات المجتمع المدني وقبولهم برؤية الاسلام السياسي للمجتمع المدني (مجالس طلبة واتحادات المراة والنقابات والبلديات ووو) ماذا تبقى من يساريتهم وصولا للسؤال حول المانع والحاجب من اسقاط الراية والفكر الاحمر والتحاقهم بالاخضر ؟
اما فتح فلا خيار امامها سوى تعزيز وحدتها الداخلية ورفع وتيرة العمل لاقناع الجمهور اكثر انها الاقدر على التعبير عن همته وهمومه.