الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:06 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:25 PM
المغرب 7:52 PM
العشاء 9:23 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حرب مصائر ساحتها ما تبقى من غزة

رأي مسار

 

 

دعونا نفترض أن الوسطاء تمكنوا من إيجاد صيغةٍ تمنع محادثات الصفقة الجارية في الدوحة من الانهيار، أو أنهم سيتوصلون إلى حلولٍ وسط بين الطروحات المتشددة من قبل إسرائيل وحماس، إمّا بتأجيل بعضها أو التراجع عن البعض الآخر.

غير أن ما يتأكد كل يوم ومع كل محاولةٍ لإبرام صفقة هو أن طرفي القتال غير المتكافئ يخوض كلٌ منهما حرب مصير.

حماس.. تقاتل وتفاوض حول مصيرها في غزة وفي الشأن الفلسطيني كله.

ونتنياهو يقاتل ويفاوض حول مصيره ومصير ائتلافه.

حماس وبالقياس مع موازين القوة والقدرات العسكرية تقاتل باستماتةٍ ظاهرة لإثبات وجودها، مع أنها تدرك فداحة وضعها بفعل ما تعانيه حاضنتها البيتية من موتٍ ودمارٍ وجوعٍ ومرض، وما يعانيه مقاتلوها من فقدان الحلفاء والمساندين وتناقص القدرات السابقة في الحصول على السلاح والمال، غير أنها وهي تدرك ذلك، تجد نفسها أمام خيارين.. خيار استسلامٍ يتم على مراحل، وخيار قتالٍ وفق مبدأ النصر أو الاستشهاد، ومن الجليّ أن الاستسلام الذي يكمن في ثنايا الصفقات، ما يزال مستبعداً وما يزال مبدأ النصر والاستشهاد هو المعمول به.

أمّا إسرائيل حيث الانفصام المتسع بين نتنياهو كمالكٍ لزمام القرار السياسي والعسكري، وبين الجمهور المؤيد لوقف الحرب، فما يزال نتنياهو لم يجد بعد صيغةً يوقف بها الحرب، ويضمن بقاءه في السلطة حتى آخر يومٍ في ولايته الراهنة، دون أن يفارقه الأمل بتجديد زعامته في الانتخابات القادمة، وما تزال أمامه سنةٌ طويلةٌ من المناورات والألاعيب التي أجادها ويراهن على قدراته فيها.

غزة هي ساحة الحرب المتبقية من الساحات التي اشتعلت وخبت، وأهمها ساحة حزب الله، التي تتلقى الضربات دون رد، وساحة إيران التي وصلت الحرب فيها ذروتها في اثني عشر يوماً، بينما غزة تقترب من إكمال عامها الثاني، إذا ما أُرّخ لحربها من السابع من أكتوبر 2023، مع أنها أقدم من ذلك بكثير.

بقي من غزة ربعها أو ثلثها دون احتلال مباشرٍ من قبل فرق جيش إسرائيل المتزاحمة فيها، بينما حصار النار يلفها كلها، ويبدو أهلها محظوظين إذا ما سجّل عداد الموت اليومي أرقاماً بالعشرات.

حرب المصائر على ما تبقى من غزة تتواصل بشراسةٍ تليق بحاجة كل طرفٍ من أطرافها، أمّا الصفقات المتعثرة وحتى لو تم إبرامها فستوقف النزيف لأيامٍ معدودات تبلغ الستين في أفضل حالاتها، إلا أنها لن توقف الحرب ما دام كل طرفٍ من أطراف القتال فيها ما يزال يرى مصيره في نتائجها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...