بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك... لا شيء
الكاتب: رأي مسار
صعّدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية من رفضها لمؤتمر نيويورك حول الدولة الفلسطينية، مستخدمةً لغةً تتطابق مع لغة سموتريتش وبن غفير والسفير هاكابي.
أن تهاجم أمريكا مؤتمراً كبيراً تقوده دولتان مهمتان في الحياة الدولية، فهذا أمرٌ متوقع، نظراً لسياسة أمريكا الدائمة القائمة على عدم السماح لأي دولةٍ بالاقتراب من أي حلٍ للقضية الفلسطينية، لا تكون إسرائيل بوابته وأمريكا وحدها راعيته.
أمّا ما يبدو غير منطقي في هذا الأمر فهو قول الناطقة الأمريكية، إن مؤتمر نيويورك يعطّل الجهود الحقيقة المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، والسؤال.. أين هذه الجهود؟ ومع من تجري وكيف؟
لا جواب لدى الأمريكيين الذين أظهروا عجزاً عن إدخال شاحنة تموين إلى غزة، وأظهروا كذلك فشلاً ذريعاً في وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار، وتبادلٍ محدودٍ للأسرى والمحتجزين، وأقصى ما استطاعوا فعله في هذا المجال، هو الاختلاف مع نتنياهو، حول وجود مجاعة في غزة، ذلك مع اتفاق معه على إدارته للحرب وتوفير كل أسباب استمراره فيها.
إن أمريكا بهذا الموقف تواصل الوقوف منفردةً في وجه إرادة العالم كله، ومن ضمنهم من تعتبرهم أصدقاء وحلفاء، مواصلة الإصرار على التعامل مع الشرق الأوسط من المنظار الإسرائيلي وحده، وكأن سموتريتش وبن غفير هما من يصوغا المواقف الأمريكية من كل ما يجري.
بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك، هو "اللا شيء"، وهذا لا يخرّب الجهود الدولية لإنهاء الحرب وتحقيق العدالة، وإنصاف الفلسطينيين، بل يخرّب الشرق الأوسط كله، وما يجري في غزة هو مجرد عينة ومثال.
أمريكا تعترض على كل أمرٍ لا يلائم اليمين الإسرائيلي، وهي بذلك تضع نفسها في عزلةٍ عن العالم.
مؤتمر نيويورك بموافقة أمريكا أو معارضتها سوف يواصل أعماله، وسوف يحصد اعترافاتٍ إضافيةً بالدولة الفلسطينية، أمّا بديله الأمريكي "اللا شيء"، فلا نتيجة له سوى إطلاق يد إسرائيل في تخريب المنطقة بتمويلٍ أمريكي وبنزفٍ لا يتوقف من المكانة والصدقية وابتعادٍ كبيرٍ عن إمكانية حصول ترمب على جائزة نوبل للسلام!
