الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:23 PM
المغرب 7:30 PM
العشاء 8:53 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الاعترافات الجديدة بفلسطين يجب ألاّ تعفي إسرائيل من المحاسبة

الكاتب: د. محمد عودة

تُعتبر دولة الاحتلال الاحلالي الكيان الاكثر انتهازية عبر التاريخ ،يقتنص كل الفرص لتسويق اكاذيبه  حتى عندما كان الكيان فكرة،لقد عمدت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر لعام 2023- منطلقة في البداية من التعاطف الدولي غير المسبوق مع ضحايا طوفان الأقصى- الى محاولة تنفيذ مشروعها الأهم وهو جعل فلسطين ارض بلا شعب انفاذا للرؤيا الصهيونية التلمودية بان فلسطين ارض بلا شعب ويجب خلق شعب (اختراع الشعب اليهودي) ليس له ارض ليحصل على الأرض التي ليس بها شعب.

تقول الرواية الصهيونية والتي دعمتها رواية الجمهوريين البريطانيين إن عملية تسويق الفكرة بدأها يوسف ناسي، وهو ثري يهودي برتغالي، نال حظوة في بلاط السلطان العثماني سليمان القانوني نتيجة لثروته المالية وشبكة علاقاته في أوروبا خاصة مع اوليفر كرامويل ، يوسف هو ابن شقيق دونا جراسيا، الثرية اليهودية ذات شبكة علاقات كبيرة ومتشعبة،هاجرت هربًا من الاضطهاد إلى إسطنبول.

وقد استطاع يوسف ناسي الحصول على فرمان من السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1561 يجعله سيدًا على طبريا وسبع قرى تحيط بها، ويمنحه الفرمان حق إعمارها وتوطين اليهود الفارين فيها مقابل مبلغ ألف دوقية ذهبية في السنة وقد حصل في نفس الفرمان على توقيع السلطان وولديه سليم ومراد حتى لا يبطل الفرمان بموت السلطان.

عودة الى موضوع المقال، حيث ان إسرائيل عملت بكل ما لديها من قدرات خاصة في مجال الاعلام على تسويق فكرة انها تدافع عن نفسها والحقيقة انها أي إسرائيل من منطلق تسويقها لنفسها على انها الضحية وليس هذا فحسب بل الضحية الوحيدة تعمل الى على انجاز مشروعها الأساس وهو تفريغ فلسطين من سكانها كخطوة على طريق إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.

في الايام الاولى بعد طوفان الاقصى ولتحقيق ما سلف ودون مواربة أعلنت عن نيتها تهجير سكان غزة امام كاميرات العالم حتى ان بعض قيادات إسرائيل أمثال عميحاي الياهو ويؤاف غالانت دعيا علنا وعلى شاشة الدولة الرسمية الى إبادة غزة بالسلاح النووي، الا ان حكومة اليمين ومن منطلق الحفاظ ولو نسبيا على تحالف دولي مؤيد ذهبت الى حرب طويلة مقرونة بالتجويع طمعا في هجرة ظاهرها طوعي وتعتبر رسالة الى سكان الضفة الغربية الذين لا يمكن تهديدهم بالسلاح النووي لتداخل القرى والبلدات الفلسطينية والمستوطنات وقربها من التجمعات السكانية اليهودية.

في الحقيقة ونتيجة لحجم المجازر وغزارة شلالات الدم خاصة في قطاع غزة وشمال الضفة  خصوصا وان عدد الشهداء من الأطفال والنساء كل هذه العوامل اسهمت في حراك شعبي شمل  غالبية المجتمعات الغربية محولاً التعاطف مع الضحايا والمختطفين في الجانب الإسرائيلي الى حراك جماهيري غير مسبوق خاصة داخل الدول الأكثر تأييدا لإسرائيل، ومع تزايد حجم الإبادة وصدور قرارات من المؤسسات القضائية الدولية تدين إسرائيل ،تحول الحراك من مطالبة بوقف الابادة  الى ضغط جدي على الحكومات، من اجل فرض حصار عسكري وتجاري على إسرائيل وصولا الى العمل وبشكل جاد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

موجة الاعترافات الجديدة والمنوي إعلانها اثناء انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة  تكتسي أهمية قصوى لان من بين الدول التي تنوي الاعتراف فرنسا وبريطانيا، حيث مطلوب من كليهما التكفير كل عن خطيئته، مطلوب من بريطانيا التكفير عن خطيئتها بمنح ما لا تملك لمن لا يستحق ومساعدته على تجسيد ذاته من خلال إقامة الكيان الصهيوني، اما فرنسا فمطلوب منها التكفير عن خطيئتها بمنح الكيان اهم عوامل بقاءه وهو سلاح الردع النووي.

بعض الدول التي تريد ان تعترف تسعى اضافة الى الاعتراف الى حماية الكيان على اعتبار ان الاعتراف هو مكرمة وبديل لمحاكمة إسرائيل والحقيقة ان أي اعتراف من أي كان لا يتعدى كونه التزام بالقانون الدولي ومحاولة لتطبيق الشرعية الدولية، فعلى قاعدة القرار 181 يجب ان تلتزم كل دول العالم بتجسيد الدولة الفلسطينية بما فيها إسرائيل التي حصلت على اعتراف اممي بعضويتها في الأمم المتحدة مشروط بالتزامها بالقرارين 181 و194.

من اجل ان لا نقع في المحظور فان على دولة فلسطين ان تشكر كل الدول التي اعترفت بها وتلك التي ستعترف دون القبول بمقايضة هذه الاعترافات بعدم محاسبة إسرائيل. مطلوب الاستمرار في ملاحقة إسرائيل على جرائمها واستخدام كل الوسائل لإنجاز ذلك، فالعمل الدبلوماسي بشقيه الرسمي والشعبي والملاحقة القانونية امام المؤسسات الدولية يجب الا تتوقف. مطلوب من المحاكم المحلية في كل دول العالم تطبيق القانون وملاحقة المجرمين.

في مقابل ذلك على القيادة الفلسطينية السعي الجاد لإنجاز الوحدة الوطنية، إضافة الى اجراء إصلاحات جدية على المنظومة السياسية بما في ذلك محاربة الفساد بشقيه المالي والإداري، إضافة الى الاستمرار في ملاحقة المجرمين الصهاينة وهذا يقتضي  ضرورة توفير عوامل و مقومات صمود شعبنا على ارضه.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...