الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الاستيطان يتمدد وقرارات تتجدد

الكاتب: بهاء رحال

المخططات الاستيطانية الأخيرة التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال تهدف إلى قضم المزيد من أراضي الضفة الفلسطينية، وتسعى لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس المحتلة من خلال إقامة بؤر استيطانية جديدة على أراضي المواطنين الفلسطينيين، لخلق جغرافيا جديدة، وفرض واقع يمزق الجغرافيا الفلسطينية بشكل يمنع التواصل بين المدن بعضها ببعض، ويعزل القرى عن مدنها، ويقضم الأرض ويحولها إلى تجمعات وبؤر استيطانية وطرق التفافية تصل المستوطنات ببعضها، وقد شهدنا بالأمس الاحتفال الذي تزعمَه المستوطن سموتريتش، وهو يحرض على المزيد من البناء الاستيطاني، ويتوعد بالمزيد من خطوات الضم والقضم والتهويد، ويطلق تصريحات رعناء عبر أكاذيب يزعمها باسم التاريخ والجغرافيا، ويقف خلف ادعاءات تلمودية ومزاعم تنسب إلى الله ما لم يقله، حول الوعد الإلهي وترهات أخرى صنيعة أفكارهم من دون وجه حق ولا منطق.

منذ السابع من أكتوبر 2023 تسارع البناء الاستيطاني على نحو مجنون، واستولت جماعات المستوطنين على مئات آلاف الدونمات تحت حماية مباشرة من جيش الاحتلال، وبدعم كامل من حكومة نتنياهو المتطرفة الساعية لابتلاع الأراضي في الضفة الفلسطينية والقدس وغزة، ولم تخفِ نواياها الساعية إلى تهجير وطرد الفلسطينيين من أراضيهم، ووطن أجدادهم الذين عاشوا في فلسطين منذ فجر التاريخ، وهم يواصلون تنفيذ مخططاتهم على الأرض، مستفيدين من دعم الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب الذي لا يضع حدًا لهذه السرقات والاعتداءات، ومحاولات تشويه التاريخ، كما يعطي الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة في غزة، وهذا ما يجعل حكومة نتنياهو ترفع من وتيرة حربها الدموية على الشعب الفلسطيني.

لم تكف حكومة الاحتلال عن تصريحاتها الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، كما تهدد وتتوعد في كل يوم، تلك التصريحات تترافق مع إجراءات على الأرض بالقضم والضم والتهويد، لفرض جغرافيا جديدة يستحيل معها إقامة دولة ذات سيادة، متصلة جغرافيًا، وهذا أمر ليس بجديد، بيد أنه تسارع وازداد على شكل جنوني في الأشهر الأخيرة، فما نشهده من قرارات وعمليات بناء غير مسبوقة جراء الغطاء والدعم الأمريكي، ولولا هذا الدعم لما استطاعت حكومة نتنياهو فعل كل ما تقوم به من جرائم بحق الإنسان الفلسطيني والحجر والشجر والجغرافيا الفلسطينية.

الخطة الاستيطانية الأخيرة تهدف إلى عزل مدينة القدس بالكامل عن محيطها العربي الفلسطيني، كما تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها، وهو يعتبر المسمسار الأخير في نعش حل الدولتين، وضربة قاسمة لكل القرارات الدولية، وكل محاولات السلام الذي يراوح على دكة الاحتلال الممعن في قتل السلام ومشاريع التسوية.

أما آن للعالم أن يتحرك لنصرة الحق الفلسطيني؛ وإلى متى ستبقى العدالة الدولية غائبة وصامتة وعاجزة عن إنهاء الاحتلال ووقف ممارساته العنصرية؟ 

إن الصمت الدولي على جرائم الاحتلال يجعله يتمادى بممارساته العنصرية، وإن الانحياز والدعم الأمريكي هو الركيزة التي تجعل حكومة نتنياهو تواصل ارتكاب الجرائم بحق كل ما هو فلسطيني من شجر وبشر وحجر، ويسمح له بفرض واقع دموي على الأرض، مستبيحًا الفلسطيني على مرأى العالم، وغير آبه بكل القوانين الدولية. فهل ستبقى المنظومة الدولية صامتة وعاجزة؟

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...