من حصار بني هاشم الى حصار غزة هاشم ..

الكاتب: فهمي الزعارير
درج العرب والمسلمون، على واقعة حصار بني هاشم في شعب أبي طالب، في صدر دعوة النبي محمد عليه السلام، كجزء من اشهار قسوة قريش وبطونها المختلفة، على العرب القريشيين المسلمين.
في الواقعة التاريخية، صحيفة عُلقت في الكعبة، وفيها مُنِع عن بني هاشم، المشركون منهم كما المسلمين، وأولهم الرسول الكريم محمد، منع كل شيء، من التحية الى الطعام، وما بينهما من المعاملات، وفيها تعلّمنا دون أن نقبل ذلك الفعل، أن المسلمين أكلوا ورق الشجر كما جذوره، وحتى التراب، كان تعليماً لمشقة الدعوة، والاصرار والثبات.
كان هذا فعلٌ مضى عليه أكثر من ١٤٥٠ عاماً، وما زالت تذكر كنقيصة عابرة للزمن في سلوك العرب، وقليلٌ قرأ عقب ذلك، أن بعضاً من القريشيين الوجهاء قد رفضوا ذلك، لكن الثابت أنهم فعلوا، هشام بن عمرو قال: “يا قوم، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم على ما نعلم من البلاء؟ والله لا أقعد حتى أشق هذا الظلم.
وكذا فعل زهير بن أبي أميه، قال:
“أنا لا أرضى أن آكل وأشرب والهاشميون على ما نعلم من البلاء”
انتهى الحصار بعد ٣ سنوات، وبات شعب ابي طالب يُعرف من حينه، ب شعب بني هاشم.
بعد ١٤٥٠ عاماً ويزيد، هناك حصار أشد وأقسى وأصعب، أكثر ألماً وأكثر فتكاً، حصارٌ شديد، تجويع وتعطيش وتقتيل، تُنقل فيه الأجساد الهزيلة المريضة الشبحية الضعيفة المتهالكة المتؤلمة، عبر الكاميرات عالية الجودة، الى كل شاشات العالم، لكن أحداً من وجهاء العرب والمسلمين، لم يقل ما قاله بعض وجهاء قريش، ولم يفعلوا قطعاً.
لا ينتظرن أحد ماذا يُمكن أن يُقال عن العرب والمسلمين، بعد ١٤٥٠ عام، فالقول لحظي وفوري به كل العيوب، بيد أن اللافت، كان الحصار لبني هاشم في مكة، واليوم حصار لأهل غزة هاشم، والثابت بالنسبة لي أن تلك الواقعة، اختبرت اسلام بعض الناس، فثبتتهم وأظهرتهم بعد ذلك على القريشين وكل العرب وما بعدهم، وأثق أن الناجين من أهلنا في غزة هاشم بكل محافظاتها، الفلسطينيون الأقحاح، سيكون لهم شأن كبير فرادى وجماعات عقب هذه الحرب، لمن تجاوز المذبحة.
نحن شعبٌ لا يباد ولا يبيد..
حمى الله شعبنا في كل مكان، في غزة والقدس والضفة.