استعراضات بن غفير وإرهاب الدولة المنظم

الكاتب: سري القدوة
نشر ما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أحد أبرز شخصيات اليمين العنصري في حكومة رئيس الوزراء سفاح غزة قاتل الأطفال المجرم بنيامين نتانياهو، مقطع فيديو يظهره وهو يهدد داخل زنزانة، القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المسجون منذ العام 2002 والذي يمارس ضده العزل منذ سنوات في معتقلات الفصل العنصري وأبشع عمليات التعذيب والقهر والاعتداء اليومي من ضرب وشبح وتهديد بالقتل والحالة التي ظهر عليها من ضعف وهزال نتيجة عزله بظروف لا إنسانية.
أن ما يتعرض له القائد مروان البرغوثي من انتهاكات واعتداءات جسدية ونفسية من فرق القمع والإرهاب في سجون الفصل والقمع العنصري بتوجيهات وإشراف بن غفير الذي اقتحم زنزانته، يشكل عملا عدائيا خطيرا يرقى إلى الشروع في القتل، ويتطلب تدخلا دوليا عاجلا لردع هذه الممارسات الإجرامية .
هذه الانتهاكات تأتي ضمن الحرب الشاملة الدموية التي تستهدف شعبنا الفلسطيني وقيادته وعلى رأسها الأسير مروان البرغوثي، وعدوان التطهير العرقي الذي تشنه حكومة اليمين الإرهابية على الأراضي الفلسطينية، ويجب على المؤسسات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر التدخل لحماية الأسرى والقائد الأسير مروان البرغوثي، وإلزام الاحتلال العنصري بالالتزام ببنود اتفاقية جنيف بشان معاملة الأسرى وحمايتهم باعتبارهم أسرى حرية .
وكان المناضل البرغوثي المولود في العام 1959، من أبرز القياديين في فتح وعضوا في لجنتها المركزية اعتقلته سلطات الاحتلال في 2002، وحكمت عليه لاحقا بالسجن مدى الحياة خمس مرات، ولم يتطرق فيديو بن غفير الى السجن الذي يقبع فيه حاليا البرغوثي ولم يحدد تاريخ الزيارة والفيديو، وتكشف حكومة الاحتلال عن وجهها الحقيقي ولم يبق للتوحش معنى إلا وتمثل في أحد مسؤولي هذا الكيان الهمجي واللاإنساني وما كان لهذا الوزير الإرهابي أن يستعرض قوته ودموية دولته ويقف أمام قائد أسير مكبل ومعزول انفراديا وبالكاد يقوى على الوقوف في حدث صادم للضمير العالمي والإنسانية جمعاء .
وأثار فيديو بين غفير الذي انتشر بداية على منصات التواصل الاجتماعي تنديدا فلسطينيا واسعا حيث يشكل اقتحام بن غفير زنزانة المناضل الوطني الكبير مروان البرغوثي، استفزازا غير مسبوق وإرهاب دولة منظم، وتتحمل حكومة نتانياهو المسؤوليّة الكاملة عن حياة البرغوثي، بعد تهديده بالتصفية بهذه الطريقة والتي تعد انتهاكا سافرًا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية .
وتأتي تهديدات في سياق التحريض الممنهج على قادة الحركة الأسيرة، ومحاولة للنيل من عزيمة وصمود الأسرى الفلسطينيين، وأن البرغوثي سيبقى رمزاً للوحدة الوطنية والمساس بحياته أو أي من المعتقلين يشكل بحد ذاته جرائم كبيرة تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليتها الكاملة وهى مطالبة بحمايتهم والحفاظ على سلامتهم، ويجب على المؤسسات الدولية والحقوقية التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات العنصرية والانتقامية .
ردود الفعل الدولية على جرائم الاحتلال ومستعمريه غير كافية ولم ترتق لمستوى ما يتعرض له شعبنا من إرهاب وجرائم إبادة وتهجير وتجويع وضم، وملاحقة الأسرى في سجون الاحتلال والتهديد بقتلهم وتصفيتهم بات يتطلب اتخاذ مواقف وإجراءات دولية أكثر جرأة لفرض الوقف الفوري لجرائم الاحتلال .
يجب على مجلس الأمن والأطراف الراعية لعملية السلام، تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات فاعلة لوقف هذه الانتهاكات، وضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ووقف التصعيد الخطير لإرهاب المستعمرين، والذي لن يحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار .