الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:42 AM
الظهر 12:42 PM
العصر 4:20 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الارجنتين تخطط لاعتقال نتنياهو على ذمة الجنائية الدولية

الكاتب: د. محمد عودة

هل تنجح منظمة النداء اليهودي الارجنتيني في انجاز ما عجزت عن إنجازه دول وحكومات؟ حيث تترقب الأوساط السياسية والأمنية في الأرجنتين الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بوينس آيرس في سبتمبر المقبل، وسط جدل واسع حول تداعياتها على السياسة الخارجية والأمن القومي للبلاد، خاصة في ظل التحالف غير المسبوق بين الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي وتل أبيب.

ويواجه ميلي، الذي اعتمد منذ توليه منصبه موقفًا داعمًا وبقوة لإسرائيل، انتقادات حادة على المستويين الداخلي والدولي، حيث أن هذا الاصطفاف الواضح قد يكلف الأرجنتين الكثير دبلوماسيًا وأمنيًا، على الرغم من ان ميلي كاثوليكي يدرس الكابالا، ومن هنا تأتي أهمية دخول يهود الارجنتين على خط المطالبة باعتقال نتنياهو حيث قدمت حركة النداء اليهودي الأرجنتيني Llamamiento Argentino Judío)) ، وبتوقيع رئيسها مارسيلو هوريستين، امام القضاء الارجنتين شكوى قضائية ضد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على خلفية احتمال زيارته الى الارجنتين بين 7 و10 أيلول/سبتمبر المقبل.

تعتبر زيارة نتنياهو تحديًا قانونيًا معقدًا للأرجنتين، الدولة الموقعة على نظام روما الأساسي. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهم تتعلق بجرائم حرب، ويبدو أن ميلي لن يلتزم بهذا القرار، مما يضع الأرجنتين في مواجهة مباشرة مع مبادئ القانون الدولي التي طالما دافعت عنها، خصوصًا في محاكمة مجرمي الديكتاتورية العسكرية.

ان دعوة نتنياهو إلى بوينس آيرس تشكل خروجًا واضحًا عن سياسة الأرجنتين التاريخية في تبني الحياد تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فقد أعلن ميلي نيته نقل السفارة الأرجنتينية إلى القدس الغربية بحلول 2026، وصوت ضد قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

تحذر تقارير أمنية من أن الموقف الحازم الذي يتبناه ميلي قد يجعل الأرجنتين هدفًا لهجمات انتقامية محتملة من إيران أو حلفائها، مثل حزب الله، وقد أدرجت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الأرجنتين ضمن الدول الداعمة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مما يزيد المخاوف الأمنية، خاصة بعد أن وصف ميلي إيران بأنها "عدو الأرجنتين".

كما يهدد هذا المسار قدرة الأرجنتين على كسب الدعم الدولي في نزاعها المستمر مع بريطانيا بشأن جزر المالفيناس (فوكلاندز)، وهو دعم استند في السابق إلى احترام مبادئ القانون الدولي، التي يبدو أن ميلي مستعد لتجاهلها في ملف إسرائيل.

اما التحدي الأهم امام كليهما (ميلي ونتنياهو) فهو الدعاوى القضائية التي تطالب باعتقال نتنياهو انفاذا لقرار محكمة الجنايات الدولية التي أرسلتها أربع مؤسسات مدنية وازنة في الأرجنتين، وقد وقع على الدعاوى الناشط الحقوقي الارجنتيني ادولفو بيرز اسكيبل الحاصل على جائزة نوبل للسلام 1980.

احدى الدعاوى قدمها مجموعة من المحامين واقتبس من النص المقدم (ترجمة غير رسمية) طلب إصدار أمر بالقبض والإيقاف الفوري ووضعه تحت تصرّف المحكمة الجنائية الدولية، سعادة القاضي:

إنّ كلاً من: لورا أندريا بيتّو هوية رقم 24623130، ورافائيل دافيد كليتزر، وكلاهما يقيم في شارع فيامونتي 2749، الطابق الأول، مدينة بوينس آيرس CABA))، وخورخي نوربرتو إلباوم هوية رقم 14310460 المقيم في شارع مالابيا 2363، بوينس آيرس، وبالنيابة القانونية عنهم المحامي راميرو غيبر المسجّل في سجل المحامين – المجلد 101، الصفحة 453 – نقابة محامي العاصمة الفدرالية، وجميعهم يتخذون مقراً قانونياً في شارع باراغواي 4494، بوينس آيرس، توقيع إلكترونياً رقم (20220294456). استناداً إلى ما تقدّم، نلتمس من عدالتكم استلام الشكوى، وأن تُصدروا في الوقت المناسب أمر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، وتقرّروا توقيفه الفوري فور وصوله إلى الأراضي الأرجنتينية، وذلك بهدف وضعه تحت تصرف المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته.

فهل ستتمكن الارجنتين من القيام وعبر منظمة النداء اليهودي الأرجنتيني والعديد من منظمات المجتمع المدني بما عجزت عنه دول كثيرة؟ وهل سيقوم القضاء الارجنتيني بتجاوز قرارات وتعليمات السيد ميلي، لقد عودتنا الارجنتين على المفاجئات فهل يحمل سبتمبر القادم واحدة من اهم الهدايا للشعب الفلسطيني؟

هناك متسع من الوقت امام الدبلوماسية العربية بشكل عام والدبلوماسية الفلسطينية بشكل خاص لاستثمار الدعم الشعبي في الارجنتين خاصة من المجموعات اليهودية لاستصدار قراراً قضائياً بالاعتقال وعندها ستسجل الارجنتين سبقا في اعتقال رئيس وزراء حليف للقيادة اليمينية وربيب أمريكا؟ ان غداً لناظره قريب.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...