الرد الإسرائيلي تم على طريقة نتنياهو

رأي مسار
أعلنت الدوحة، أنها في انتظار الرد الإسرائيلي الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الوسيطتان مصر وقطر، ووافقت عليه حماس.
كان متوقعاً أن يأتي الرد الرسمي بعد اجتماع الكابينت الذي تم يوم أمس، ولكن الذي حدث بالضبط أن لا رد رسمي وضع حداً لانتظار الوسطاء، ولكن الرد الفعلي تم بوضوحٍ شديد، ليس فقط من خلال مقولة أن انعدام الرد هو ردٌ بحد ذاته، ولكن لأن الإعلان عن تمسك نتنياهو بصفقةٍ شاملة، تعيد المحتجزين جميعاً دفعةُ واحدةً، وتنهي الحرب وفق شروطه التي خلاصتها استسلام حماس بتسليم السلاح، والخروج من غزة حكماً ووجوداً.
مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو يبدي مرونةً في تنفيذ الصفقة الشاملة بتدرجٍ يفضي إلى تحقيق كامل الأهداف التي وضعها للحرب، ومن أجل ذلك يطالب بضمانات أمريكية بأن إطار المفاوضات سيفضي إلى إنهاء الحرب وفق الشروط الإسرائيلية.
المفاوضات الحقيقية تجري على خطين، الخط الداخلي في إسرائيل، حيث جبهة سموتريتش وبن غفير، ثم مع واشنطن حيث ديرمر يفاوض بشأن غزة ولبنان وسوريا معاً، ذلك دون قطع الخيط الرفيع الذي يربط إسرائيل بالوسطاء العرب، الذين تصاعد تذمرهم ونفذ صبرهم من الانتظار، وبلغوا حد اتهام إسرائيل بأنها لا تريد صفقةً في الأساس.
منح نتنياهو نفسه وقتاً إضافياً لبلورة موقفٍ إسرائيليٍ رسمي، وذلك من خلال تأجيل اجتماعات الكابينت إلى يوم الأحد القادم، مع مواصلة التركيز على أن الأولوية حتى الآن، هي للعمل العسكري الذي حسب نتنياهو سوف يظل العامل الحاسم في حمل حماس على التنازل المطلوب.
نتنياهو تمكن من تحييد كل الضغوطات التي مورست ضده سواءٌ من المعارضة أو من تظاهرات الشوارع، معتمداً على متانة ائتلافه داخل الكنيست المرشح للاتساع، وكذلك على موقف ترمب الذي منحه تفويضاً مفتوحاً للعمل بما يراه مناسباً عسكرياً وتفاوضياً.
الرئيس ترمب رغم تناقض تصريحاته، إلا أن الثابت الوحيد الذي لم يحد عنه ولن يحيد، هو شراكته مع نتنياهو في الحرب والمفاوضات، وهذه الشراكة ستتبلور بصورة أوضح بعد اجتماع البيت الأبيض، لبحث اليوم التالي على حرب غزة، وبداهةً أن لا يكون نتنياهو بعيداً عنه.