الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:47 AM
الظهر 12:40 PM
العصر 4:17 PM
المغرب 7:13 PM
العشاء 8:32 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اربع صور مشرقة ونموذج للاخوة الاسلامية المسيحية

الكاتب: المحامي صلاح موسى

 مرض الكراهية وأفة التحريض استفحالا في مجتمعنا ، وما زلنا ننقض على اي صورة مشرقة  وكأن مرض الكراهية اصاب الكثيرين في مقتل اخلاقي ووطني كسرت معه كافة القواعد الاخلاقية والوطنية، ما حصل في بلدة المغير من وقفة شعبية عز نظيرها عند توديع رئيس المجلس بسبب اعتقاله وصمود الناس رغم قلة الامكانيات وضخامة محاولات الاقتلاع بعثت فينا صورة من صور الوحدة مع الحال وتجاوز افة التحريض الاعمى. بالمقابل نجد رسالة العتاب الصادرة عن الرفيق نصر ابو جيش بخصوص تقاعس الجهات الرسمية في التفاعل مع الهجمة على بيت دجن لتعيد رسم معالم مرحلة النضوج الوطني واستدعاء قيم العمل النافذ بوجه الهجمة المستمرة، ولتوكد ان بيت دجن التي مثلت نموذجا وطنيا في الوحدة وفي الدفاع عن مواردها الوطنية تعيد انتاج حالة وطنية تستحق الاضاءه عليها والتمسك فيها، اما الصورة الثالثة فكانت للدكتورة ليلى غنام اثناء الاعتداء على املاك واموال وارواح المواطنين في رام الله لتقدم قصة ثبات لا استعراض وما رافق موقفها الشجاع والذي قد تدفع ثمن هذا الموقف روحها مقابله في زمن لا  يقيم الاحتلال وزنا لاحد اي كان اما الصورة الرابعة فكانت للبائع البسيط في رام الله الذي رفض بيع جنود الاحتلال وتلقى ضربا مبرحا. بالطبع لا ننسى مواقف اهل سنجل وبيتا وغيرهم فالصور المشرقة في فلسطين كثيرة ومنتشرة واعظم من ان يتم حصرها او الحاقها باحد دون الاخر، الا ان ما يقض مضاجع الاحرار ان مرض الكراهية تجاوز كل الحدود وكأن البعض بدأ بالتصرف وكاننا في مستشفى للمجانين لا نقيم للانسان قيمة الا اذا ارتقى شهيدا لنذكر مناقبه . العديد ممن اصابهم مرض الكراهية واعراض اخرى تخالف الفطرة الوطنية كسروا باللقاءات التلفزيونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كل حدود، وكان كل همهم الشهرة او الاستفادة المالية او المعنوية او الوظيفية، ومنهم من يعتقد بان تخوين تيار كامل هو الحل للانتصار على الاحتلال او ربط تيار اخر باجندات خارجية هو الحل.

بالمقابل بالامس حصل معنا موقف يبعث على التفاؤل على الاخوة الاسلامية المسيحية في بلدة عين عريك، فبعد ان تم تشييع جثمان المرحوم ابراهيم هيلانه

تم دعوتنا للانتقال الى جامع بلدة عين عريك، حيث درج العرف الوطني في البلدة على اقامة وليمة الغذاء لاهل الفقيد انا كان مسيحيا في قاعة الجامع، وعند وفاة اي مسلم فان وليمة الغذاء تتم في كنسية البلدة.

هذا النموذج الجميل يعكس عمق الاخوة وصدق التأخي بين ملح  وتراب الوطن، فمن هاجم وزيرة الخارجية باحثا عن اسم عربي لديها، لم يدرك ان ابو عمار واثناء محادثات كامب ديفيد وعندما قالوا له ان الحي الارمني في القدس سيتم الحاقه بالحي اليهودي، عندها انتفض ابو عمار وقال انا اسمي عرفاتيان.
امام حالة السيولة وانعدام التوازن الوطني لا بد لنا ان نقف مع كل صورة مشرقة وموقف مشبع بالوطنية وان ندافع بلا تردد او وجل عن كل موقف يستحق الثناء وان نعاند ونقف امام انتشار وباء الكراهية وافة التحريض لان كل هذه المظاهر تسعى الى جعلنا نكره انفسنا ونقتتل بامور اتفه ما يكون وتحولنا الى جماعات متناحرة تجعل من بقائنا فوق ارضنا محطة قهر والبحث عن الرحيل.
ندرك ان الناس فقدت الامل في السلطة بسبب سياسات عدد من القائمين عليها، وهناك من لا يطيق حماس بسبب ما حصل في قطاع غزة، وهناك من يريد ان ينعم بالهدوء، الا ان اسرائيل في زمن التحريض المتبادل ماضية في مشروعها غير ابهه بمن يكره او يحرض على الاخر.

الحسرة الوطنية تزداد عندما ندرك ان من يحرضون على هذه الجهة او تلك انما يخدمون الاحتلال واعوانه، وهم يعلمون ان اي منشور ضد الاحتلال سيقود الى اعتقاله من قبل الاسرائيلي اما ان يلعن هذا الفريق او الاخر فلا تكلفه او اثر على كتابته! كما ان عدد من الذين يعيشون في الخارج وعندما يهاجمون هذا الفريق او ذاك، اسألهم هل تجرؤون على انتقاد الملك ان كنتم تعيشون في مملكة او رئيس ان كنتم تعيشون في جمهوريات؟ ام اننا مستباحين من الجميع دمنا وسمعتنا الوطنية ومكانتنا الانسانية مهدورة؟ وهل يهدر الفلسطيني دم وعرض الفلسطيني حتى يتلقى الثناء من هذا المسئول او ذاك، نحن لسنا سلعة لوباء الكراهية وافة التحريض فان كنت تكره احد او تدعي انك تنتقد للصالح العام، اسأل نفسك ماذا قدمت لغزة؟ ماذا قدمت لجنين واهلها؟ وطولكرم ومخيماتها؟ ماذا قدمت لتخفف عن معاناة او وجع المعلمين او الطلاب او المرضى الذين لا يجدون ثمن للدواء؟ ماذا قدمت لاهلنا في غزة ممن غادروا وانتشرو في ارض الله الواسعة بدلا من ان تحرض تقدم وقدم القليل نصرة لكل محتاج وموجوع.وعلينا ان نضع مجموعة من الاسماء على اللائحة السوداء لنقاطعها ونفضحها، فان كان هناك مرصد يجب ان ينشأ فيجب ان نرصد بالاسماء من يبث وباء الكراهية وينشر افة التحريض بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها، وفي الغالب سنجدهم انهم يقفون هناك مع اعداء الانسانية ووحل تعزيز الكراهية والحقد، فمن يبادر الى اقامة هذا المرصد سيدخل تاريخ العمل الوطني وسينشر ما يجب ان نعرفه " الحصانة الوطنية من وباء الكراهية وافة التحريض" ، علينا ان نوقف كل اوغاد الكراهية ومن يقف من خلفهم، ونحن نعرف وكلنا يعرف من يقف وارءهم؟؟!!!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...