الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:08 PM
العشاء 8:26 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الريادة والتحديات

الكاتب: صلاح هنية

حديث الرياديين الفلسطينيين أقرب إلى العقل والقلب لأنه في ذات المكان والظروف والإمكانيات (بتفاوت)، وبالتالي يكون أقرب للواقع والصدق، صحيح المتلقي يضع كل التحديات أمامه وخارطة سوق العمل والأوضاع الاقتصادية أمامه ويردد كم من الأشهر أريد لأكون عند نقطة بدايتهم.

ما شدني في يوم التوظيف الذي نظمه مركز الابتكار والإبداع معاً، أن الحديث كان نابعاً من القلب لأربعة رياديين تحدثوا عن أنفسهم ولكن رسالتهم كانت للشباب والصبايا. ونظرة إلى مجموعة الشباب والصبايا تجد أن تفاعلاً واضحاً، فهم يستمعون ويعبرون عن تفاعلهم، وطبعاً مع التقليد الدارج فلسطينياً التصوير بالهاتف النقال.

مجمل ما قيل تركز حول البدايات «أقبل بأول عرض يصلك لا تتعالى ولا تقول إذا ما بديت كبير ما بتكبر»، «بدايتها كنت موظفة مساعدة مهندس مشروع ومن ثم صرت صاحبة 5% من الشركة ثم أصبحت المالكة ولكن لا أقول مالكة بل أدير»، «عندما تخرجت كنت أبحث عن وظيفة في مجالي ولكنني عملت وعملت في عدة مجالات إلى أن بدأت قبل ستة أعوام بمشروعي أنا وشريكي ونجحنا بأول ماركة فلسطينية، ولم نقل إننا مالكون بل مدراء»، «دخلت على عالم الملابس التراثي بمكان صغير وبقيت أسير إلى أن كبر المشروع وزاد عدد العاملات وبتنا نطور القدرات وندرب»، «أول خمسة آلاف شيكل من أبوي وبلشت وأولها ولا في دخل والحمد لله ان المصاري من أبوي كان لليوم بسد القرض، بس الحمد لله صار عندي مشروعين معروفين، أهم شئ تؤمن بالشغل تبعك وتحبه بعطيك ما تغفل عن دعم العائلة ووقفتها وأرفض كلمة متابعين هدول أصدقاء هم مهمين».

الخطاب الحكومي الرسمي كان يتحدث عن ملف الريادة والاهتمام به ضمن وزارة العمل، سوق العمل الفلسطيني، التدريب المهني، التشغيل، التعاونيات كل 15 شاباً وشابة بإمكانهم يعملوا تعاونية زراعية إنتاجية، إسكان، الخطاب بطريقة أستاذة جامعية هي اليوم وزيرة العمل الدكتورة إيناس العطاري، ترك صدى ومن ثم قدمت مفردات الخطاب، وظل الأمل معلقاً أن يتحقق كل مكونات رؤية الوزارة للمفاصل التي أوردت.

الإجماع كان أن الريادة ليست ترفاً، بل هي ضرورة لمواجهة التحديات التي نواجهها جميعاً كشعب فلسطيني، البعض يرى «لنجد الخبز أولاً» ومن ثم نبحث عن الريادة، إلا أن واقع الحال أثبت أن الريادة من مقومات الصمود والثبات، الريادة لا تقتصر على مشاريع تمناها لأنها جميلة، ولكن تخيل لو أن الريادة تتعمق في الزراعة ونحن نرى نماذج في قطاع التمور، وزيت الزيتون، والأجبان والألبان، ومشاريع الثروة الحيوانية، وليس النمط التقليدي بل الملبي لرغبات المستهلك القادر على التصدير ليكون سفيراً لفلسطين.

أهم مكون في هذه اللقاءات سواء التوظيف أو نشاطات المشاريع الريادية لطلبة المدارس هو التشبيك بين أصحاب فكرة المشروع وجهة قادرة على تبني هذه الفكرة، وقلت لعدد من الطلبة والآباء والمدرسين أثناء عرض مشاريع في مؤسسة ميناكتاليست وحاضنة مكاني في بلدية رام الله: إن عليكم أن تتابعوا، مشروعكم حلمكم، هذا لا يتناقض مع الدراسة والاجتهاد، نحن نعيش في قرية كونية صغيرة قد يتلقف أي مهتم في العالم ويتبنى مشروعك. عليك أن تؤمن بقدراتك، ونصحت أولياء الأمور أن يدعموا أحلام أبنائهم ويشجعوهم، والإدارات المدرسية يجب أن تظل المدرسة مزودة للإبداع والريادة بالطلبة المؤمنين بمشاريعهم وقدراتهم لكي يكونوا رياديين يوماً ما.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...