الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:52 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:14 PM
المغرب 7:06 PM
العشاء 8:24 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ملاحظات على لقاء الرئيس مع قناة العربية

الكاتب: نبيل عمرو

تابعت المقابلة التي أجرتها قناة العربية السعودية مع الرئيس محمود عباس، ومع أنه لم يأتِ بجديدٍ غير ما نعرفه منه وعنه، إلا أن ملاحظتي الأولى وربما تكون هي الأهم، تتعلق بحالته الصحية، الجسدية والذهنية، وإذا ما قورن أداؤه في هذا اللقاء بما سبق من لقاءات، فهو من وجهة نظري الأفضل.

وأنا أتابع المقابلة، خطر في بالي أن الرجل يوجه رسالة لمنتظري غيابه ليجلسوا على مقعده، فحواها باختصارٍ شديد، " لا تتعجلوا فقد أمشي في جنازاتكم"، وربما يكون هذا الانطباع الذي توّلد لدي هو الجديد الملفت.

الملاحظة الثانية تتصل بالتوقيت، ولا أجزم هل كان مدروساً أم مصادفةً إذاعة المقابلة الودودة بعد الإعلان الأمريكي الرسمي عن إلغاء تأشيرة دخول الرئيس عباس إلى نيويورك مع عددٍ من الذين يرافقونه عادةً في زياراته الدورية للأمم المتحدة، وإلقاءه خطاب فلسطين السنوي أمام جمعيتها العامة، مضافاً إليهم من سيشاركون في المؤتمر العالمي الذي نظمته المملكة العربية السعودة مع فرنسا، بشأن الدولة الفلسطينية، وذلك مع اتساع الاعتراف الدولي بها.

وبدا واضحاً أن الرئيس عباس التقط الالتفاتة السعودية التي جاءت في وقتها، فرد التحية بمثلها مشيداً بالدور السعودي التاريخي والمستقبلي تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، ومتجنباً التعليق على الفعلة الأمريكية الأخيرة لعل جهداً يبذل وينجح في معالجتها.

بوحيٍ من خبرتي المتواضعة في مجال الإعلام، أصنّف المقابلة المطوّلة مع الرئيس عباس، ضمن المقابلات التي يتم اختيار أسئلتها بما يلائم مزاج من تُجرى المقابلة معه، فكل الأسئلة كانت إيجابيةً ومن النوع الذي يفضله الرئيس عباس ويحب الإجابة عنه، وكأنها تقول من اللحظة الأولى حتى الأخيرة، هذا المايكروفون وهذه الشاشة بتصرفك ولك أن تقول ما يحلو لك، وهذه لفتةٌ مهنية إلى جانب اللفتة السياسية.

في السياق السياسي تحدث عن مزايا أوسلو، وهذا أمرٌ منطقي من جانب رجلٍ سمّي بمهندس أوسلو، فماذا يقول عن أهم حدثٍ شهدته القضية الفلسطينية وانشغل به العالم كله، غير ما قال مراراً وتكراراً، غير أن المتابعين لما يجري افتقدوا تحليلاً أكثر وضوحاً وتحديداً من جانب الرئيس حول فشل أوسلو، وبالنسبة لعباس لم يكن مطلوباً منه ولا متوقعاً أن يقدم تحليلاً أكاديمياً على طريقة الباحثين، ولكن مع الإقرار بالمزايا التي أوردها وخصوصاً فيما يتصل بعدد الذين عادوا إلى الوطن وعلى رأسهم في حينه ياسر عرفات، فلا يضر بعد الانهيار الذي تتحمل إسرائيل الجزء الأكبر في المسؤولية عنه، ومعها الولايات المتحدة التي وقعت الاتفاقيات في بيتها الأبيض، وتحت الإشراف المباشر لرئيسها، لا يضر أبداً أن يشير إلى خللٍ مؤثرٍ اعترى التجربة ويتصل بالأداء الفلسطيني من البداية حين لم يقترن الاعتراف الفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود باعترافٍ إسرائيلي صريح، بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، فالاعتراف بالمنظمة على أهميته لا يكفي.

الرئيس عباس كان أكثر تحديداً ووضوحاً في البدايات حين عرض اتفاقات أوسلو وتفاهماتها على المجلس المركزي الفلسطيني، ملخصاً الحالة حينها بقوله.. "هذا الاتفاق إما أن يقود إلى دولةٍ مستقلة، أو يؤدي إلى تكريس الاحتلال والأمر يعتمد على أداءنا".

في المقابلة الإيجابية من معظم جوانبها لم يجانب الرئيس الصواب حين نفى حكاية الكمين والخدعة التي نُسبت للرئيس الراحل عرفات، فهو أعرف من غيره بعرفات وفهمه لأوسلو، وحذره الدائم من الخصم، لقد تشارك مع عرفات في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تتصل بأوسلو، منذ كانت مجرد اختبارٍ تفاوضي إلى أن أصبحت اتفاقاً موقعاً مع الحكومة الإسرائيلية، ومن يعرف عرفات حق المعرفة، فإن الأدق في وصف موقفه من أوسلو أنه كان حذراً أثناء المفاوضات وأثناء التطبيق، والحذر صفة إيجابية بل ضرورية في حالة قائدٍ لقضيةٍ وشعب، يدخل بهما تجربةٍ بالغة التعقيد، ومع طرفٍ يستحق قبل الثقة فيه أن يُحذر منه.

أخيراً وبصورةٍ عامة، ما أحجم الرئيس عباس عن قوله كان أكير بكثيرٍ وأهم بكثيرٍ مما باح به، ولكن كان مناسباً جداً لو تحدث ببعض استفاضةٍ عن ترتيباته لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، ومنها تعهده للرئيس ماكرون بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل نهاية هذا العام، وأشياء أخرى، كان الأفضل لو باح بها للرأي العام الفلسطيني قبل العربي والدولي، ولكن ما دامت صحته جيدة إلى هذا الحد فلنتوقع قولاً أوضح في لقاءاتٍ قادمة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...