ترمب... التحذير الأخير!
رأي مسار
لا أحد يصدق أن للرئيس ترمب موقفاً أخيراً من أي قضيةٍ مطروحةٍ على العالم، وذلك بفعل طريقته التي صارت محفوظةً عن ظهر قلب، وخلاصتها.. أن لا بناء عليها.
مع ترمب وبشأن غزة نجد أنفسنا مضطرين للتعامل مع الرجل ومواقفه بمنطق.. "لاحق العيار".
ثلاثة أطرافٍ هي المعنية مباشرةً بتحذير ترمب ومبادرته التي وصفها بالأخيرة، الطرف الأول إسرائيل التي لا تملك إلا المسارعة في تأييد ما يقول، ليس إخلاصاً منها لعرّابها الأعلى، وإنما اعتماداً على رفض حماس أو قبولها بشروطٍ تراها إسرائيل وأمريكا تعجيزية، والطرف الثالث بين حماس وإسرائيل، هم الوسطاء العرب، الذين وضعهم التحالف الأمريكي الإسرائيلي، والتنسيق الحرفي بينهما في زاويةٍ حرجةٍ للغاية، اضطرتهم للبوح بانتقاداتٍ حادةٍ لأمريكا وإسرائيل وطريقتهما في العمل.
كيف سيكون موقف حماس وهذه المرة من آخر مبادرات ترمب شخصياً وليس من مبعوثيه وعلى رأسهم ويتكوف.
لا نعرف هل حقاً هنالك محادثات معمقة جرت وتجري مباشرةً بين حماس والإدارة الأمريكية، أم أن أقوال ترمب حول ذلك ليست دقيقةً إن لم نقل ليست صحيحة؟
حماس تعرف وبوسعها أن تقوّم الأمور على ضوء اتصالها المباشر مع الأمريكيين، وعلى ضوء قدراتها الفعلية في الميدان حيث العدوان الإسرائيلي يتصاعد ويتسع، وشروط نتنياهو تتجدد مع تبني ترمب الكامل لها.
بالنسبة لأمريكا وإسرائيل لم يعد يكفي القول إن حماس جاهزةٌ للجلوس على مائدة المفاوضات شريطة ضمان انتهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة إلى جانب شروطٍ أخرى.
أمام حماس بابٌ واحد، لعله يفضي إلى ما هو أفضل ولو قليلاً مما هو مطروحٌ أمريكي واسرائيلي، هو باب الوسطاء العرب، ونكرر ما نصحنا حماس به في الأمس وهو الاصغاء لنصائحهم، فلم يعد غيرهم من يصغي لحماس ويحرص على توفير أفضل الحلول قدر ما يستطيعون بشأن غزة.
