الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:30 PM
المغرب 4:59 PM
العشاء 6:15 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إسرائيل سجينة مستحيلاتها

الكاتب: رأي مسار

منذ تأسيسها الرسمي وإلى يومنا هذا، سجنت إسرائيل نفسها داخل مستحيلاتٍ تعرفها جيداً ولا تقر بها.

الأول.. إنهاء القضية الفلسطينية وفق المقولة الساذجة لمؤسسي الدولة "الكبار يموتون والصغار ينسون" فإذا بالكبار الذين ماتوا والصغار الذين ولدوا يتوارثون حلماً عميقاً يستوطن القلوب والأرواح والعقول.. حلم التحرر والاستقلال والنضال العنيد لتحقيقهما.

والثاني.. تفريغ الوطن من أهله، وهذا ما تحقق عكسه تماماً وبلغة الأرقام.. كم كان عدد الفلسطينيين عندما تأسست دولة إسرائيل وكم هو عددهم الآن، ليس في العالم كله، وإنما على أرض الوطن، فليحسبها من يشاء.

والثالث.. منع ولادة دولةٍ فلسطينية، وبذل جهودٍ مضنيةٍ وإنفاق أموالٍ لا حصر لها، لجعل قيامها أمراً مستحيلاً فإذا بالعالم كله يتحد على حتمية قيام دولة الفلسطينيين، ليس لمجر تحقيق عدالةٍ كانت غائبةً أو متأخرة، بل لأن الاستقرار الإقليمي والدولي ارتبط بقيام هذه الدولة، وحتى أمريكا التي هي الجدار الاستنادي الأوحد للدولة العبرية، ليست بعيدةً عن الاعتراف، بل إن إداراتها السابقة هي من أنتج مصطلح حل الدولتين، والمعني هنا الدولة التي لم تقم بعد وهي الفلسطينية.

إسرائيل الرسمية الحكومية والبرلمانية، وأصحاب الرأي يدركون هذه المستحيلات التي سجنت نفسها فيها، ولكنهم لا يعترفون بما يدركون، وهذه هي معضلة إسرائيل التي وصفها نتنياهو بالوجودية.

في الوقت الحاضر تدخلت أمريكا والعالم كله لوقف حرب الإبادة على غزة، والتي امتدت إلى ساحاتٍ عديدةٍ في الشرق الأوسط، ولا يوجد ما يمنع من استئناف هذه الحرب، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، والأمر مرتبطٌ بحقيقةٍ واحدةٍ وهي إن وجدت دولةٌ فلسطينية حقيقية فبوسع المنطقة أن تقول وداعاً للحروب، وإن لم تولد فالحرب تظل دائماً واقفةً خلف الباب.

الفلسطينيون يكافحون لتحقيق الممكن، وهو قيام دولتهم على الأراضي التي احتلت في العام 1967، وإسرائيل تواصل سجن نفسها وراء قضبان المستحيلات وهنا تكمن المعضلة الدائمة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...