نقطة ضوء.. بيان دولة "يهودا والسامرة"
الكاتب: د. عدنان ملحم
أرضُ الرب المحرَّرة عام 1967 جزءٌ لا يتجزّأ من مملكة (يهودا والسامرة)، وشعبُها هم جندُ الله وسيفُه وإرادتُه. وسيادتُهم عليها غير قابلةٍ للنقاش أو التفاوض، ولا اعترافَ بأيِّ سلطةٍ أو نفوذٍ غير يهودي. وتمّ — أمس — بحمد الله وشكره فرضُ السيادة الإسرائيلية على سبسطية، عاصمةِ مملكتنا التاريخية المظفّرة.
الاستيطان في (أرض الميعاد) جزءٌ أساسيّ من العقيدة اليهودية الخالصة، وهو حقٌّ شرعيّ ربّانيّ لليهود وحدهم، والالتزامُ به واجبٌ دينيّ مهما غلا الثمن وعلَت التضحيات. وسنقيم في كلِّ بقعةٍ من أرض الله مستوطناتٍ وتجمّعاتٍ ومراعٍ وثغورًا وطرقًا ومصانعَ ومزارع وحدائقَ ومساراتٍ خاصة، ونوفّر لفتية دولتنا الأبطال حياةً كريمة محفوفةً بكلّ أنواع الدعم والحماية والرفاهية والمال.
جميع الأغيار الذين يقيمون في أرض اللبن والعسل يجب التخلّصُ منهم وطردُهم وتهجيرُهم بأيّ وسيلةٍ ممكنة. وإلى أن يحين ذلك الوقت، سنحشرهم في كانتونات محددة خلف بواباتٍ حديدية وجدرانٍ إسمنتية وأبراجٍ مشيّدة وكاميراتٍ ذكية.
نعدّ هجماتِنا ضدَّ الأغيار في أرض (يهودا والسامرة) قتالًا بين أصحابِ الحقّ والأرض، وبين الغزاة والسكان البدو العرب: نحرق، ندمّر، ننهب، نصادر، ونفعل ما نشاء. ولا نعترف بتركة أوسلو الخيانية وأقسامها المناطقية A B C.
فتية دولة (يهودا والسامرة) هم الحكّامُ الفعليون في جميع أراضيها، وحُرّاسُ الحلم الربّاني الأبدي؛ شبابٌ في عمر الورد، يقيمون “كرفاناتهم” على رؤوس الجبال وفي السهول والوديان والأغوار، ومعهم: حيواناتُهم، كلابُهم، معاولُهم، طعامُهم، وشرابُهم.
خلال الخمسةِ وعشرين عامًا القادمة سيبلغ عددُ سكان دولتنا مليونًا ونصف تقريبًا، وسنمنح الأغيارَ الذين يرغبون في الهجرة من وطننا مبلغًا كبيرًا من المال وجنسياتِ دولٍ أوروبية وغربية مختلفة. وعليه، يطيب لنا أن ننصحكم — بلهجتكم المحكية —: “لِحقّوا حالكم قبل ما نِبْطِل.”
نحن الذين نعيد الحياةَ إلى الأرض التي هجرتُموها وتخلّيتم عنها، لصالح الهياكل السياسية والوظيفية والاجتماعية والاقتصادية التي وضعناها أمامكم. لقد تخيّلتم أنكم تعيشون في ظلال كياناتٍ مستقلة، بينما هي — في الواقع — سجونٌ مغلقة نتحكّم فيها من الألف إلى الياء.
كانت جامعاتُكم ومدارسُكم ونقاباتُكم ومناهجُكم وأسراكم وفصائلُكم منابعَ عملٍ جماهيري ومراكز فعلٍ مجتمعي. وبفضل وتوجيه ( يهوه ) أصبح معظمُ روّادها موظفين ينتظرون المقاصة والراتبَ والرتبَ والمناصبَ بشتى أشكالها وألوانها.
يُحظَر عليكم مقاومةُ مهمّتنا الربّانية، سواء كان ذلك بالمكانس أو العِصيّ أو البيانات أو الاعتصامات أو الزوامير أو لجان الحماية أو حتى بالدعاء في صلواتكم. ونتمنى لكم مزيدًا من “الانتصارات” السياسية والدبلوماسية الخارجية، ونكتفي نحن بما نُحقّقه من وقائعَ على الأرض نفسها فقط .
ملاحظة هامة : بيان دولة (يهودا والسامرة) قراءة في خيال المستعمر ، ونصٌّ توعويّ هدفُه إلقاءُ الضوء على فضاءات تفكير حكّام إسرائيل وخططهم، وخاصة في مجال الاستيطان تحديدًا. وقد تمّ استنباطُ نصوصه من برامج وبيانات وتصريحات الأحزاب والحركات الدينية اليهودية المشاركة في الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية.

