الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 11:26 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الجزائر وفلسطين: موقف ثابت لا تهزه الهجمات العابرة

الكاتب: فادي قدري أبو بكر

أثار تصويت الجزائر في مجلس الأمن هجوماً من بعض الأصوات الواقعة خارج إطار التمثيل الفلسطيني الرسمي الذي تمثّله منظمة التحرير، وهي مواقف حاولت تقديم الخطوة الجزائرية وكأنها انحراف عن ثوابتها التاريخية. غير أن هذا الخطاب، مهما علا، لا يغيّر من حقيقة راسخة: الجزائر ليست دولة تتأثر بالضغوط الجانبية، ولا تحيد عن مبادئها التي صنعتها عبر مسار طويل من الالتزام والتحرّر.

فالجزائر، التي تبلورت هويتها المعاصرة من تجربة الثورة، جعلت الدفاع عن القضايا العادلة جزءاً ثابتاً من سياستها الخارجية منذ الاستقلال. وكانت فلسطين في صميم هذا الالتزام، باعتبارها قضية تحرّر وحق إنساني قبل أن تكون مسألة سياسية. ولهذا ظلّ الدعم الجزائري لفلسطين ثابتاً، متواصلاً، لا يرتبط بالأحداث أو الظروف بل بالوعي الوطني ذاته.

وعلى مدار عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، أظهرت الجزائر حضوراً قوياً داخل مجلس الأمن، حيث كانت الأكثر صراحة في الدعوة إلى وقف العدوان، والأكثر تمسكاً بضرورة حماية المدنيين، والأكثر حرصاً على طرح مبادرات تُحرج القوى التي تعرقل وقف إطلاق النار. هذا السجل الدبلوماسي وحده يكفي لإثبات أن النظر إلى قرار التصويت بمعزل عن سياقه الحقيقي هو قراءة مجتزأة لا تعبّر عن الواقع.

إن القرار الجزائري الأخير كان خطوة محسوبة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار واستثمار أي توافق عربي وفلسطيني رسمي لدفع المجتمع الدولي نحو تحرك فعلي. وفي لحظات الانسداد السياسي، يصبح انتزاع الحد الأدنى من التقدّم خطوة ضرورية لوقف نزيف الدم، حتى لو لم يكن هذا التقدم مثالياً. فالدبلوماسية ليست صراع شعارات، بل محاولة مستمرة لتحقيق الممكن لصالح الشعوب المتضررة.

أما الهجمات التي طالت الموقف الجزائري، أيّاً كان أصحابها أو دوافعها، فهي لا تمسّ جوهر العلاقة التاريخية بين الجزائر وفلسطين، ولا تنال من ثقل الجزائر السياسي ولا من ثبات مواقفها. فالدولة التي دعمت فلسطين ستة عقود بلا مقابل، وبلا حسابات ضيقة، ليست في موقع تحتاج فيه إلى إثبات صدقها أو إعادة تبرير خياراتها.

وفي النهاية، سيظل موقف الجزائر ثابتاً لا تهدده الحملات ولا تزعزعه التأويلات. فالجزائر التي خرجت من رحم الثورة لا يمكن أن تقف إلا مع حقوق الشعوب في الحرية والكرامة، وفي القلب منها الحق الفلسطيني، اليوم وغداً وعلى الدوام.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...