حكاية توني بلير... ماذا تعني؟
الكاتب: رأي المسار
في رأي مسار اليومي تحدثنا أكثر من مرة عن توني بلير وعن الوظيفة الرفيعة التي اختارها له الرئيس ترمب، بتزكيةٍ من صهره جاريد كوشنير، وكذلك بدافعٍ من ماضيه حين كان رئيساً للوزراء في المملكة المتحدة.
وفي فتراته العديدة التي شغل بها المنصب، حوّل السياسة البريطانية إلى تابعٍ مطلقٍ للسياسة الأمريكية، إلى أن بلغت أموره الذروة في هذا المجال بفعل اندفاعاته وراء الغزة الأمريكي للعراق، وفيما بعد ذلك وبفعل التبني الأمريكي له، عُيّن ممثلا للجنة الرباعية الدولية، التي تأسست لإنقاذ عملية السلام، التي بدأت أعراض الاحتضار عليها، ووصلت آنذاك إلى حافة الانهيار الحتمي.
فشل بلير في أداء المهمة التي كُلّف بها، لم يكن هو سبب الفشل ولكنه لسوء حظه صار عنوانه، تاريخ بلير جعل كثيرين في الشرق الأوسط يتحفظون على الاختيار الأمريكي له كواجهةٍ لجهدهم في مسألة غزة، ما أدّى أخيراً إلى إبعاده عن الموقع التنفيذي الرئيسي، إلى موقعٍ آخر "ربما" يكون فيه ذا صلةٍ بمشروع غزة، خصوصاً في المرحلة الثانية الأصعب والأكثر تعقيداً.
حكاية توني بلير تنطوي على بعدٍ يتعين التوقف أمامه في تقويم الأداء الأمريكي إزاء واحدةٍ من أهم القضايا الساخنة والمعقدة التي تتصدى لها إدارة ترمب من موقع العرّاب الأساسي.
الاستخلاص الأول والأهم من حكاية بلير هو الارتجال والتسرّع والعمل كما لو أن ملف غزة حقل تجارب تتبدل فيه الصيغ والمبادرات وحتى اللاعبين بين يومٍ وآخر.
الارتجال والتسرّع وضعا بلير كرئيسٍ تنفيذيٍ لأهم مشروعٍ سياسيٍ يتحدد على أساسه مستقبل الشرق الأوسط، ونظراً لانعدام التشاور الكافي مع المعنيين بالأمر، الذين هم شركاء الإدارة الأمريكية في المشروع الكبير فإن النتيجة تجسدت فيما حدث لبلير قبل أن يبدأ عمله، والخشية أن تؤدي سياسة حقل التجارب والارتجال والتسرّع إلى ما هو أفدح من حكاية بلير وتعيينه وإقالته.
