النوم في الخيام البالية وتحت السطوح الآيلة!
الكاتب: إبراهيم ملحم
بين السيئ والأسوأ، تتراوح خيارات أهلنا المنكوبين في القطاع الذبيح ؛
فإما النوم في الخيام المتآكلة البالية، التي لا تقي حرّاً، ولا تدرأ قرّا، وقضى فيها عددٌ من الأطفال الرضع من لسعة البرد، أو اللجوء إلى المنازل والمباني الآيلة للسقوط، حيث يتهددهم خطر الموت تحت الركام، وهو ما حدث فعلاً مع عائلات بدران ونصار وحنونة، أول من أمس، معظمهم أطفال ونساء.
في مروحة الخيارات القاسية تلك، يواصل المنكوبون حياتهم وسط الخوف والبرد والجوع، والنقص في الأنفس والأموال والثمرات، ويتهدد أطفالهم خطر الموت مرضًا، وبردًا، ودهسًا تحت جنازير دبابة، تستبدّ بجنودها شهوة القتل، كما حدث مع الطفل زاهر ناصر شامية (١٦ عامًا)، الذي فُصل جسده الغض إلى نصفين تحت جنازير تلك الآلة المتوحشة.
الإبادة، وإن توقفت بصورتها الصاخبة، فإنّ فصولها المأساوية تتوالى بصمت، وكأنّ الجُناة استبدلوا تصاريح القتل بالجملة إلى القتل بالتقسيط،
وبالموت البطئ، الذي طال أكثر من ألف مريض وجريح، قضوا لعدم السماح لهم بالسفر للعلاج بالخارج، حسب تقرير لممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، بينما يقول الدكتور رأفت مجدلاوي، مدير عام جمعية العودة، إن ٤٠٪ من المرضى على قوائم الانتظار قضوا قبل السماح لهم بالإجلاء.
لن تقرّ لنا عين، ولن يطمئنّ لنا قلب، طالما يُكابد أهلنا في القطاع فصول تلك الإبادة، التي تتطلب سرعة الاستجابة الإنسانية من كل مَن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد

