نتنياهو... إيران أولاً ودائماً... لماذا؟
رأي مسار
في اللقاء المقرر في فلوريدا نهاية الشهر، بين نتنياهو وترمب، يُفترض أن يكون ملف المرحلة الثانية في غزة، هو الملف الأساسي في المحادثات، ذلك بعد اجتماع ميامي، الذي ضمّ الوسطاء وتقرر فيه المُضي قدماً نحو تطبيق المرحلة الثانية.
بنيامين نتنياهو أعدّ تقريراً حول الاستعدادات الإيرانية الحربية، وسيطالب الرئيس ترمب بمشاركته حرباً جديدةً على إيران، أو تزويده بمعداتٍ فعّالة إذا ما تقرر أن تقوم إسرائيل وحدها بهذه الحرب!
نتنياهو يعرف جيداً محدودية دوره في قرارٍ أمريكيٍ كبير، كاستئناف الحرب على إيران، غير أن وضعه التهديد الإيراني على جدول أعمال لقاء فلوريدا، هو من أجل التشويش على عملية الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة، وتشتيت الاهتمام بها، لما تتضمنه من خطواتٍ مرفوضةٍ من جانب نتنياهو، يخشى أن تُفرض عليه في سياق تنفيذ مبادرة ترمب التي وافق عليها مكرهاً، ويعمل منذ اليوم الأول لصدورها على إفراغها من مضمونها وجعلها مجرد استعراضٍ مظهري يُرضي نزوات الرئيس ترمب، ولكن دون مفاعيل جدية على الأرض.
السياسة الإسرائيلية التي وضعها نتنياهو تقوم على أساس استخدام الفزّاعة الإيرانية، كي يحقق من خلالها عدة أهداف، أولها تخويف المجتمع الإسرائيلي وقواه السياسية، بأن الخطر الوجودي ماثلٌ خلف الباب، ولن يحميهم منه سوى نتنياهو.
وثانيها.. التأثير على السياسة الأمريكية الشرق أوسطية، بجعل إيران محور الحرب والسلام في المنطقة، بما يلقيه ذلك من ظلالٍ على جوهر القضية الفلسطينية.
وثالثها.. وهذا ما يعتبره نتنياهو أساسياً ومباشراً وهو توفير حجةٍ لمنع قيام دولةٍ فلسطينية، على اعتبار أنها ستكون امتداداً لإيران على الحدود المباشرة مع إسرائيل.
من المفترض أن تكون إدارة ترمب عارفةً بمغزى استخدام نتنياهو للبعبع الإيراني، ولكن هل ستتصرف إدارة ترمب وفق ما تعرف؟ أم أنها سوف تواصل إرخاء الحبل لنتنياهو وألاعيبه وخططه الخاصة بملف غزة والمنطقة؟ سنرى...

