الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:00 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:07 PM
المغرب 6:53 PM
العشاء 8:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الكل يريد مفاوضات مباشرة ...ولكن؟

الكاتب: د.ناجي صادق شراب

راية نيوز: كل الأطراف التفاوضية الفلسطينية الأسرائيلية تريد الذهاب الى المفاوضات المباشرة ، ولكن بدرجات متفاوتة ، الولايات المتحدة ومعها اسرائيل تحرص وتؤكد على ضرورة المفاوضات المباشرة ، ولهما أهدافهما كما سنرى ، أما الجانب الفلسطيني ومعه الجانب العربي فيريدان أيضا المفاوضات المباشرة ، لكنهما غير متعجلين من أمرهما ، فالمفاوض الفلسطيني قد جرب المفاوضات المباشرة على مدار اكثر من ستة عشر عاما دون أن يصل الى نتيجة ملموسة تؤكد مصداقية خيار المفاوضات من ناحية ، وصدقية اسرائيل في التعامل مع المفاوضات من منظور الحقوق والاستحقاقات التي عليها أن تقوم بها بصفتها سلطة احتلال. وما يؤكد أن الكل يريد المفاوضات المباشرة أن قرار المفاوضات غير المباشرة كان مجرد قرار انتقالي ، وكانت تدرك أنها في النهاية ذاهبة الى المفاوضات المباشرة ، وثانيا ادراكها صعوبة اعلان فشل المفاوضات بعد انتهاء فترة الأربعة شهور للمفاوضات غير المباشرة ، وبالتالي يدور البحث الآن عن ايجاد المبررات للذهاب للمفاوضات المباشرة ، ومن هنا كان التركيز على الترتيبات الأمنية والحدود ، وأعتقد ان هذه مسائل يمكن حدوث اختراق أو تقدم فيها ، وخصوصا أن المفاوضات من قبل ذلك قطعت شوطا طويلا في هذه القضايا، وفي الوقت ذاته يمكن للمفاوض الفلسطيني أن يقدم تنازلات واضحة ، ويبدي مرونة كبيرة في مجال الترتيبات الأمنية والحدود ، وحتى بالنسبة للجانب الاسرائيلي في هذا الشأن ، ولعل من العوامل المهمة التي تدفع بكل الأطراف للذهاب للمفاوضات المباشرة أنها تريحها من الذهاب الى الخيارات الأخرى المترتبة على فشل المفاوضات . وهذا الخوف من صعوبة خيارات ما بعد الفشل يخفف عن الأطراف صعوبة اتخاذ قرارات في خيارات الكل يدرك صعوبة تحقيقها .والأهم من كل ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد المفاوضات المباشرة ، وهذا ما أكد عليه الرئيس الأمريكي أوباما في لقائه الأخير مع نتانياهو والذي اكد فيه بكل وضوح على عمق العلاقات بين البلدين ، وعلى الألتزام بامن أسرائيل ، وهو ما يعني تبني الولايات المتحدة وجهة النظر الاسرائيلية الأمنية . وفي الوقت ذاته المفاوض الفلسطيني لا يملك القدرة على الرفض المطلق للقرار أو الرغبة الأمريكية في المفاوضات المباشرة . ويبقى المعيار الوحيد لذلك هو تحقيق تقدم وتقدم يعلن عنه أو على تقدير يمكن أن يشكل اتفاقا أول يتم التوقيع عليه في حديقة البيت ألبيض ، ويسجل كإنجاز للأدارة الأمريكية وميتشل الذي قد يكون من الصعب عليه وعلى أدارته أن يقبلا بالفشل ، ولا ننسى أن قرار المفاوضات غير المباشرة قد جاء بعد جهد طويل بذله ميتشل ، فلا يعقل أن يكون الهدف مجرد مفاوضات غير مباشرة لأربعة شهور ، وتملك الولايات المتحدة أيضا ورقة قوية في يدها في تحديد من فشل المفاوضات ، والخوف أيضا من تحمل مسؤولية الفشل قد يكون دافعا للقبول بالمفاوضات المباشرة ، ومن جانبها الدول العربية قد يكون من مصلحتها في النهاية دعم الموقف والقرار الفلسطيني بالذهاب الى المفاوضات المباشرة تحت أي مبرر، ومن العوامل المهمة أيضا أن خيار التفاوض هو الخيار الرئيس للمفاوض الفلسطيني ، فقد يكون من الصعب عليه الاعلان عن فشل هذا الخيار الرئيس لأن الثمن السياسي سيكون كبيرا وخصوصا في حالة الانقسام السياسي الفلسطيني ، والمخرج لهذه المعضلة هو في استمرار التفاوض على قاعدة تحقيق ولو حد أدنى من الانجاز ، وبعد ذلك الذهاب الى المفاوضات المباشرة التي قد تستغرق سنوات أخرى ، لعل وعسى تتبدل معها العديد من المعطيات والمتغيرات . ويبقى التساؤل الى هذه الدرجة من عدم ادراك ما نريده من المفاوضات ؟ على العكس من ذلك ، يوجد ادراك متزايد من قبل الادارة الأمريكية أن هذه هي لحظة الحسم التفاوضي ، في ظل قيادة فلسطينية وعربية قادرة على العطاء والتعامل المرن مع القضايا التفاوضية الصعبة ، وعليه وحتى تنجح المفاوضات وتبدو وكأنها قد حققت الهدف منها ، لا بد إذن من مفاوضات تتعلق بالدولة الفلسطينية وكيفية اخراجها واعلانها ، فقيام الدولة يحقق أهداف الجميع ، فأولا يحقق صدق الوعد الأمريكي بقيام هذه الدولة ، وفلسطينيا يحقق لهم هدفهم وحلمهم الطويل وبعدها عليهم أن يقارنوا وضعهم بالدولة أو بدون الدولة ، واسرائيليا قيام هذه الدولة بالمواصفات الأمنية الاسرائيلية يحل لها المعضلة السكانية التي ليس لها حل لا عسكريا ولا بالترحيل القسري ، وعربيا قيام الدولة يخفف المخاوف من فكرة الوطن البديل في الأردن ، ومن الامتداد السكاني باتجاه سيناء المصرية . لهذه الأسباب لا بد من إنجاح المفاوضات غير المباشرة وصولا الى المفاوضات المباشرة ، وبعد ذلك تتحول المفاوضات الى مستوى جديد من العلاقات مفاوضات على مستوى دولة وأخرى ، وعندها قد تختلف معالجة القضايا التفاوضية الأخرى كاللاجئين والمستوطنات والقدس ، ومع التسليم بذلك فقد تطول المفاوضات ، وليس مهما أن تطول ، طالما أن الكينونة الفلسطينية في صورة دولة قد قامت ، وان هذه الدولة تشكل الاطار والمحور المكاني للطموحات الفلسطينية ، وما يؤكد هذه الرؤية السياسية للسلطة في تأسيس والتمهيد للدولة بإعداد البنية التحتية خلال عامين ، والربط بين ذلك وإنهاء الانقسام . وأخيرا يبقى خيار المفاوضات المباشرة هو المخرج لجميع الأطراف ،والتي سيمهد لها بلقاء قمة بين الرئيس عباس ونتانياهو رئيس الوزراء الأسرائيلي ، وبعدها يقرر الشعب الفلسطيني مصيره.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...