الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:00 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:07 PM
المغرب 6:53 PM
العشاء 8:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إما المصالحة أو فصل قطاع غزة نهائيا

الكاتب: د. خالد الحروب

خطة وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان بفصل قطاع غزة كليا عن بقية الأراضي الفلسطينية وإنهاء المسؤولية القانونية والإحتلالية الإسرائيلية عنه هي إعادة إنتاج لرغبة ومخططات إسرائيلية قديمة.
 الجديد في خطة ليبرمان أنها تقوم على وتحاول أن تستغل ظرف الإنقسام الفلسطيني. وهو ظرف يوفر شروطا فريدة لتحقيق هذه الرغبة الإسرائيلية الدائمة.
إذا استمرت السياسة الفلسطينية الغبية الحالية التي يسيطر عليها العناد الفتحاوي الحمساوي والمناكفة الحزبية فإن الخطة الإسرائيلية سيكتب لها النجاح هذه المرة.
 هذا السيناريو المظلم تدعمه العناصر التالية:

 أولاً: في الصورة الكلية يبدو ان الإنفصال يحقق رغبات وأهداف معلنة أو مكبوتة عند الأطراف الرئيسية ذات العلاقة, والبداية مع إسرائيل نفسها. فإسرائيل تعلن رغبتها هذه مرة أخرى عبر خطة ليبرمان المذكورة.
فبعد أن تطمئن على أن قطاع غزة أصبح منطقة آمنة عسكريا, لا تنطلق منه صواريخ أو مقاومة لأن حماس تريد أن تحافظ على حكمها هناك, فإن المقايضة تصبح مقبولة على مستوى إستراتيجي, وخاصة مع إقحام أوروبا أو الناتو لمراقبة وتفتيش البوابة البحرية التي سوف تصل القطاع المنفصل ببقية العالم. بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية فإن إسرائيل تنفض مسؤوليتها الإحتلالية وتلقي بغزة وكل ما يستتبعها إلى العالم (ومصر خصوصا).

ثانياً: لا تبدو الولايات المتحدة على وجه التحديد مهتمة بمصير قطاع غزة أو إعادة اللحمة بينه وبين الضفة الغربية, وليس من المُستبعد أن تؤيد الخطة الإسرائيلية في حال شُرع في تجسيدها على الأرض. أهم مؤشر يدعم هذا الإدعاء هو أن الجهد الأمريكي (المتواضع والمتردد) على جبهة المفاوضات غير المباشرة والمباشرة يركز على الضفة الغربية.
 تتم هذه المفاوضات وكأن قطاع غزة غير موجود على الخارطة بما يشير إلى وجود فرضية مضمرة مفادها أن الحديث والتفاوض يتم عمليا حول مصير ومسير الضفة الغربية وحدها.
 كيف يمكن أن تقود هذه المفاوضات سواء بشكلها غير المباشر أو المباشر إلى نتائج حقيقية من دون إدخال قطاع غزة في جوهرها نظريا وتطبيقيا ومستقبليا. بمعنى آخر, كيف سيتم تطبيق أي نتائج على قطاع غزة وهي خاضعة لحكم حركة حماس, ومن دون موافقتها على ما يجري الآن وما سيجري مستقبلا؟ هذا السؤال يعيه الجميع, لكن الجميع أيضا يتفاداه ويفترض عدم وجوده.
في نفس الوقت, لو كان قطاع غزة يقع حقا في قلب وعي المفاوضيين الأمريكيين, والفلسطينيين والإسرائيليين, لكان هناك دعم واضح لجهود المصالحة لأن اعادة اللحمة إلى الجغرافيا والسياسة الفلسطينية ستكون شرطا أساسيا لتطبيق أي إتفاق. لكن ما نراه على الأرض هو العكس إذ هناك عدم إكتراث, بل إعاقة أمريكية, للمصالحة الفلسطينية.


 ثالثاً: يبدو أن هناك اصوات وقناعات متزايدة وتتسع داخل دوائر حركة حماس لا تعي عمق الكارثة الوطنية في مسألة فصل قطاع غزة نهائيا عن بقية الأرض الفلسطينية. فرغم الموقف الرسمي الذي تم التعبير عنه إزاء خطة ليبرمان كان الرفض القاطع, إلا أن مؤشرات وممارسات عديدة تشي بالعكس. أولها فكرة أو وهم "تحرير قطاع غزة" التي تدغدغ عقول بعض القادة الحمساويين وتنعكس في تصريحاتهم.
 فخلال السنوات الثلاث الماضية تصاعد خطاب "تحرر قطاع غزة" من الإحتلال الإسرائيلي مقابل إستمرار وقوع الضفة الغربية تحت ذلك الإحتلال, وهو خطاب تطور في خضم المناكفة الحزبية وتسجيل النقاط ولا علاقة له بالواقع الموضوعي.
 قطاع غزة ما زال خاضعا للإحتلال الإسرائيلي برا وبحرا وجوا, ولا يستطيع الفلسطينيون أن يتحكموا بشربة مائهم ولا لقمة خبزهم من دون أن يسمح بها الإحتلال. لكن الخطر هنا أن خطة ليبرمان سوف تسمح لقطاع غزة بالتواصل مع العالم من دون تحكم إسرائيلي مباشر, بما سيعزز خطاب "تحرر غزة". ولنا ان نتوقع بروز أصوات اكثر واكثر تصور ذلك الإنفصال إنتصارا لحماس وبأنها حررت جزءا من الأرض الفلسطينية, وأن هذا الجزء سوف يستخدم كقاعدة لتحرير الأجزاء الأخرى. وأن الجزء المُحرر سوف يُقام عليه نموذج للحكم الإسلامي العادل الذي يقدم المُثال للعالم, وسوى ذلك من طروحات.


رابعاً: في المقابل يبدو أن هناك رغبة مكبوتة عند قادة فتحاويين وغير فتحاويين في الضفة الغربية بأن تؤول الأمور في نهايتها إلى مثل هذا السيناريو, أي نحو التخلص من قطاع غزة وحشر حماس فيه والإستفراد بالضفة الغربية والتفرغ لها. جزء من هذه الرغبة قد يكون مدفوعا بالظن بأن ذلك سوف يُفشل حماس ويضعها في مواجهة العالم بأسره من دون الإختباء جزئيا أو كليا خلف نظام السلطة الفلسطينية, ويضعها أيضا في مواجهة الفلسطينين في القطاع وما يمكن ان يجره ذلك عليهم.

 ونهاية ذلك, كما يأمل هذا الفريق, ستكون في إضعاف حماس شعبيا وتقزيمها, بما يقود لاحقا إلى عودة القطاع تحت السيطرة الفتحاوية. وجزء من ذلك التفكير يأتي ربما من قناعة لا ترى مشكلة كبيرة في توصيف أي إنفصال لقطاع غزة مرفوق بإنهاء المسؤولية الإسرائيلية الإحتلالية بأنه تحرير جزء من الأراضي الفلسطينية, وأن المعركة الحقيقية هي في الضفة الغربية, وأن النهاية الطبيعية ستكون في لم الأجزاء المتحررة في إطار وطني شامل. على ذلك ليس من المُستبعد أن تبدأ إسرائيل بتنفيذ تدريجي لمسألة الإنفصال ورفع يدها عن القطاع وإلقاء المسؤولية على المجتمع الدولي.

 وإذا ما أقتنعت بأن مصالحها الأهم تتحقق من وراء هذه الخطوة فإنه لن يعنيها أي رفض دولي أو إعتراض اممي أو إقليمي من اي كان. وبأي الأحوال فإنها ستطبق الإنفصال تدريجيا, وتستغل دعوات رفع الحصار على غزة وتغلف خطوتها وإستراتيجيتها التي تفصل بها قطاع غزة بكونها استجابة لدعوات رفع الحصار. إذا كانت هناك قناعة متبقية ومخلصة عند قادة حماس وفتح بأن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية معناه توجيه ضربة قاصمة لأي كيانية فلسطينية مستقبلية, وتكريس للبعثرة والتشتت الفلسطيني, فإن الرد الحقيقي يتمثل في أمرين: الأول هو تحقيق المصالحة الفلسطينية الآن وفورا وتقديم المصلحة الوطنية على الحزبية عكس ما شهدنا ولا نزال نشهد,

والثاني تكريس الجهد لفتح معبر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة بإعتبار أن ذلك المعبر هو شريان الحياة الذي يفك الحصار عن قطاع غزة ولكن يبقيه متواصلا مع بقية الوطن الفلسطيني وليس بعيدا عنه. التواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية أهم ألف مرة من التواصل بين قطاع غزة والعالم وإدارة الظهر للضفة الغربية. Email: khaled.hroub@ yahoo.com

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...