لكل عدوان اسرائيلي ثمن والإنتصار بعيد المنال
الكاتب: واصف عريقات
رايه نيوز: في ظل واقعها الحالي والمعطيات الراهنة بعد ماراكمتة من الإخفاقات والإنتكاسات أدت الى تردي المعنويات واهتزاز الثقة بالنفس عند الجيش الاسرائيلي وقيادته، يقابله ما جرى من متغيرات وتطور وانجازات عند اطراف الصراع الأخرى، لذلك تدرك القيادات الإسرائيلية استحالة الجمع بين شن الحروب والاعتداءات مع تحقيق الغايات والأهداف والإنتصارات، وهو ما يقف عائقا حقيقيا في طريق اتخاذها قرار الحرب بمعنى الحرب، أما الاعتداءات الاسرائيلية فهي مستمرة سواء في فلسطين او لبنان ولم تتوقف وإن تنوعت أشكالها وأساليبها وكان آخرها اجتياز الحدود اللبنانية والإعتداء على السيادة اللبنانية وما تلاه من قصف أدى الى تلقينهم درسا قاسيا لم يتوقعوه، ومع سقوط الشهداء في الجيش اللبناني إلا أن هذا الجيش كسب الجولة وسجل مفخرة لكل الجيوش العربية إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الجيش الإسرائيلي يصد ويرد(بضم الياء) وأنه لم يعد جيش الإنتصارات، كما تدلل أيضا على امكانية مواجهة هذا الجيش(الإسرائيلي) بذات الحزم من قبل الجيوش العربية إذا ما توفرت لها ألأسباب وهيأت لها الظروف وخاصة استمرار التعنت الإسرائيلي ورفضه للسلام والإبقاء على الإحتلال والعدوان وامتهانة لكرامة شعوب المنطقة، وهو ما يشكل قلقا وعبئا إضافيا على القيادة الإسرائيلية.
لم يتبدل موقع الجيش الاسرائيلي من حيث' امتلاكه لأضخم ترسانة حربية وتدميرية في المنطقة وتوظيفه لهذه الإمكانيات بعيدا عن أخلاقيات الجيوش ضاربا بعرض الحائط لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية والمعاهدات والإتفاقيات المنظمة لإستخدام الأدوات الحربية وضرورة تحييد المدنيين خلالها وبشروط يعتبر المخالف فيها خارجا عن القانون يخضع للملاحقة القانونية والمسائلة الدولية، وهو ما جرى مع الجيش الإسرائيلي حيث استحق الترشح لجائزة 'سمها ما شئت' لتسجيله أعلى رقم قياسي في ارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص'.
لكن ما تبدل( وتبعا لجرائم حرب الجيش الاسرائيلي) هو نظرة المجتمع الدولي لهذا الجيش وقيادته وسلوكه الإجرامي مما سيؤثر على دعمهم لهم في اعتداءاتهم القادمة، هذا الدعم الذي استمر عقودا طويلة بعد أن وظفت اسرائيل كل ادواتها وامكانياتها في الغرب وأقنعتهم بأنها واحة 'الحضارة والديموقراطية' يحيط بها (العرب والمسلمين) مجتمع الجهل والتخلف تطور هذا المفهوم لاحقا الى مصدر 'الإرهاب والقتل'، فاستغلته أبشع استغلال وبسببه مارست العدوان والإحتلال .
وتبدلت معها أيضا حصانة اسرائيل من المسائلة الدولية وضعفت قدرتها على الإفلات من هذه المسائلة، رغم استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها، كما قلت معها امكانية توظيف'الهولوكست' في مواجهة الإنتقادات والإدانة التي توجه لها على أفعالها العدوانية، وهي من ارتكب أفظع منها وبشهادة العالم، مما اوقعها في عزلة دولية من الصعب التغلب عليها والإنعتاق منها.
كما تبدل أداء الجيش الإسرائيلي القتالي وضعفت معنويات جنوده بسبب الإخفاقات المتلاحقة التي راكمها وأظهرعدم قدرته على استعادة هيبته وقوة ردعه خاصة إذا ما واجه المقاتلين والجنود المدربين والمسلحين بالعزيمة.
ومع كل هذا التبدل وذلك التراجع وفي ظل وجود قيادة يمينية متطرفة لا يمكن التوقع بأن يتوقف هذا الجيش عن اعتداءاته، بل ربما يضاعف منها ويصعد من جرائمه، ويكرر محاولاته لتصدير أزماته والتستر على ضعفه وتهربه من استحقاقاته وفي مقدمتها استحقاق السلام واستحقاق استجابته لمطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية والتزامه بالأعراف والقوانين الدولية، وإذا ما فشلت هذه القيادة (المرتبكة) في تصدير أزماتها لا يستبعد أن يدفعها ارتباكها وتخبطها ارتكابها لحماقة المغامرة والمقامرة بعدوان أوسع مع ادراكها المسبق بكارثية النتائج وعدم قدرتها على تحقيق أي انجازاو انتصار.