الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:58 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:08 PM
المغرب 6:56 PM
العشاء 8:12 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

هل تصهر الكهرباء ما لم يصهره الرصاص المصبوب؟!

الكاتب: محمد اسحق الريفي

رايه نيوز: الحصار والحرب ومشكلة الكهرباء كلها صنوان من حيث الأهداف، فهي تهدف إلى كسر إرادة غزة وإجبارها على الاستسلام، وإذا كانت غزة قد صمدت في وجه الحصار، وإذا كانت الحرب قد فشلت في إجبارها على الاستسلام، فإن العدو ما يزال يطمع في أن تنجح مشكلة الكهرباء في صهر إرادة غزة وتحقيق ما فشل الحصار والحرب في تحقيقه.

عند تناول مشكلة انقطاع التيار الكهرباء لأكثر من نصف الوقت في اليوم في غزة، لا يعني المواطن الغزي تحميل المسئولية لطرف وتبرئة طرف آخر، أو تبرير عجز الحكومة في غزة عند حل هذه المشكلة رغم الجهود التي تبذلها، وإنما يهمه أن تُحل هذه المشكلة؛ التي تذكرنا بأننا ما زلنا نرزح تحت نير الاحتلال، سريعاً وجذرياً.

يتعامل العدو الصهيوني بخبث ودهاء مع هذه المشكلة، وهو المسئول الأول والأخير عنها، ويهدف من ورائها إلى دفع الشارع الغزي إلى الثورة على الأوضاع الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي، وهي أوضاع سيئة تثير سخط الشارع الغزي وتسبب لهم معاناة نفسية مؤلمة. ويهدف العدو الصهيوني أيضاً من وراء خلق هذه المشكلة واستمرارها إلى دفع المواطنين الغزيين للتمرد على الحكومة في غزة، بصفتها الحكومة التي تتحمل مسئولية إدارة قطاع غزة وملزمة بتوفير على الأقل الحد الأدنى مما يحتاجه المواطن للعيش حياة طبيعية بأمن وكرامة، ليس فقط لأنها عجزت حتى الآن عن حل هذه المشكلة المعقدة، ولكن أيضاً لأن الكهرباء تحولت إلى مادة للمناكفة السياسية بين سلطة فتح في الضفة وسلطة حماس في غزة، ما جعل حياة المواطن الغزي ساحة صراع وجعله ضحية.

ودور سلطة فتح في هذه المشكلة هو إعفاء العدو الصهيوني من تحمل مسئوليتها أمام الرأي العام العالمي، تماماً كما تعفيه من تحمل مسئولية الحصار الصهيوني المضروب على غزة منذ سنوات عديدة، وكما توفر للنظام الرسمي العربي المتخاذل والمتواطئ مع العدو الصهيوني والأمريكي ذرائع زائفة يتمترس خلفها في مواقفه الظالمة تجاه غزة بخاصة وقضية فلسطين بعامة. كما تستخدم سلطة فتح في الضفة مشكلة الكهرباء سلاحاً للنيل من سلطة حماس في غزة عبر التحريض ضدها ودعوة بعض الفئات إلى استغلال معاناة المواطنين وسخطهم لإثارة الفوضى والاضطرابات في غزة، ليس لحل مشكلة الكهرباء، وإنما لتقويض سلطة حماس وإفشال حكومتها، ولمحاولة إعادة الأوضاع السياسية والأمنية في غزة إلى ما كانت عليه قبل وصول حماس إلى الحكم والسلطة.

 

لا بد من التعاطي مع هذه المشكلة بحكمة، ولا يجدي أحداً من المواطنين نفعاً إثارة الفوضى في المجتمع الغزي بذريعة الضغط على الحكومة، والأجدر بالمتظاهرين الضغط على سلطة فتح في الضفة لإجبارها على وقف التساوق مع العدو في مخططاته الشيطانية التي تعمق الانقسام الداخلي وتغرق غزة في بحر هائج من المعاناة، ومن هذه المخططات قطع التيار الكهربائي بشكل دوري في غزة، وذلك بهدف إجبار المواطنين على الانفلات وإشعال الفلتان من جديد.

وهي أهداف قديمة جديدة فشلت في تحقيقها عملية قطع الرواتب وإصدار الأوامر لموظفي الأجهزة الأمنية السابقة بالتمرد والتخريب. وكذلك فشلت حرب "الرصاص المصبوب" في تحقيق الأهداف ذاتها، وفشلت في صهر إرادة غزة رغم التضحيات الجسيمة والمعاناة القاسية. فقد كان من أسوأ أهداف تلك الحرب تحريض المواطنين ضد حماس وحكومتها، التي تتمسك بالثوابت المشروعة للشعب الفلسطيني وترفض التخلي عن حقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني، لتزول العقبة الكأداء التي تحول دون تسوية قضية فلسطين وفق الإرادة الصهيونية.

ولا جدال في أن من حق المواطن الغزي أن يغضب ويعبر عن استيائه بطريقة حضارية في سياق محاولته للدفع باتجاه حل لهذه المشكلة الخطيرة، ومن حقه على الحكومة في غزة أن توفر له مستلزمات الحياة وخصوصاً الكهرباء، ولكن يجب على المواطن أن يحسن اختيار الجهة أو الجهات التي يضغط عليها والوسيلة المناسبة للضغط واتجاه الضغط، وإلا فإنه يكون قد حقق أهداف العدو وشركائه من وراء مشكلة الكهرباء، وكافأهم عليها، وساعد على توظيفها بالطريقة التي يريدها العدو وشركائه من الفلسطينيين والعرب والغربيين، لصهر إرادة غزة.

وفي الوقت ذاته، يجب على حكومة حماس أن تتعاطى مع سخط المواطنين وغضبهم بحكمة، وأن تمنحهم هامشاً من الحرية للتعبير عن غضبهم من تواصل انقطاع التيار الكهربائي، وأن توظف غضب الجماهير في الضغط على الجهات المسئولة عن هذه المشكلة. كما على الحكومة في غزة ألا تُستخف وتُستفز بسهولة فتكرس الصورة المشوهة التي يحاول الأعداء رسمها لحركة حماس وحكومتها، لأن تشويه صورة حماس هدف خطير من أهداف الحصار وحرب "الرصاص المصبوب" ومشكلة الكهرباء.

وأرى أن هناك حلاً عملياً لمشكلة الكهرباء، وهي تأميم محطة توليد الطاقة، ثم استخدام السولار العادي في تشغيلها. وقد علمت من مصادر موثقة نقلاً عن المهندسين الذين صمموا المحطة أنهم صمموها في البداية لتعمل بالسولار العادي، ثم قاموا بعد ذلك بإجراء تعديلات لتشغيلها بالسولار الصناعي، استجابة لإملاءات العدو. وعلمت كذلك أن إلغاء تلك التعديلات ممكن. والسولار العادي متوفر اليوم بكميات كبيرة في غزة. ولكن تبقى مشكلة الفواتير المتراكمة على المواطن، وهذه ممكنة الحل أيضاً عبر التبرعات. وأنا على يقين بأن المواطن سيسدد قيمة الفواتير الجديدة المستحقة عليه من الكهرباء عندما تتحسن خدمة الكهرباء.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...