الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:58 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:08 PM
المغرب 6:56 PM
العشاء 8:12 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

علامات على الطريق - غولدستون يحضر من جديد !!!

الكاتب: يحيى رباح

رايه نيوز: التقرير الذي أعدته لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، حول جرائم الحرب و الانتهاكات التي جرت في الحرب الاسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة التي استمرت من السابع و العشرين من كانون الأول 2008 الى الثامن عشر من كانون الثاني 2009، و اشتهر باسم تقرير غولدستون، نسبة الى القاضي الجنوب أفريقي اليهودي الديانة غولد ستون، كان قد أوصى بأن تقوم اسرائيل من جهة و الحكومة المقالة في غزة من جهة أخرى، باجراء تحقيق داخلي حول جرائم حرب وانتهاكات وقعت هنا وهناك، وهذه التوصية أثارت جدلا واسعا في حينه، خاصة بالنسبة لبعض الوقائع الدامية التي ارتكبتها اسرائيل عن طريق استخدام القوة بشكل مبالغ فيه و حجم النيران التي استخدمتها، وتعمد قصف أهداف مدنية مع المعرفة المسبقة بأنها أهداف مدنية، مثلما جرى في مدرسة الفاخورة التي تشرف عليها وكالة الأمم المتحدة unrwa، و التي لجأ اليها المدنيون الفلسطينيون بعد أن دمرت بيوتهم أو أصبحوا مهددين بالموت بفعل الأعمال العسكرية الاسرائيلية، وكذلك ما جرى لعائلة السموني في حي الزيتون في مدينة غزة، التي طلب منها جيش الاحتلال خلال الحرب التجمع في احدى البنايات ثم قامت الطائرات الاسرائيلية بقصف المبنى بشكل متعمد، ليتم قتل عشرات من أفراد العائلة من أطفال و رجال و نساء .
لكن تقرير جولدستون طرح في حينه أن القوة المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة، استخدمت المدنيين كدروع بشرية، ما ألحق بهم الأذى و أدى الى سقوط عشرات الضحايا .
لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة أرسلت يوم أمس عددا من المحققين الدوليين الى غزة دخلوا من معبر رفح، لكي يفحصوا ان كانت الحكومة المقالة في غزة نفذت التوصية أم لا، و ان كان التحقيق الداخلي قد جرى بمعايير قانونية ومهنية محايدة أم لا؟
أعتقد أن هذه خطوة بالغة الأهمية،لأن تقرير غولد ستون و مهما كانت التحفظات بخصوصه، يشكل وثيقة تاريخية من الطراز لأول، و قد اتسم التقرير بقدر كبير من الموضوعية، لدرجة أن اسرائيل رفضت التعاون مع القاضي غولدستون ولم تسمح لفريقه أن يزور اسرائيل، و يحقق في أحداث الحرب, ولكن اسرائيل من جانبها ورغم عدم التعاون مع غولدستون الا أنها شكلت لجنة داخلية للتحقيق، ورفعت تقريرها الى لجنة حقوق الانسان، ومن المفيد لنا فلسطينيا التأكد مما اذا كانت اسرائيل قد راعت المعاير القانونية أم لا.
تقرير غولدستون أثار بعد صدوره عاصفة اضافية من الخلافات الفلسطينية، و أصبح هو نفسه مفردة من مفردات السجال و التراشق الذي بدأ بشكل سلبي جدا منذ بداية الانقسام في صيف 2007، فقد كانت السلطة الوطنية قد بحثت عن أفضل الطرق للتعامل مع هذا التقرير للوصول به الى غايته المرجوة، أي الذهاب به الى مجلس الأمن لصدور قرار ادانة ضد اسرائيل على جرائمها ضد الانسانية خلال الحرب أو الذهاب بحد أدنى الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن هذه الرؤية لم تعجب المعارضة خاصة حركة حماس، فتحول تقرير غولدستون الى مفردة من مفردات الدعاية السياسية، الأمر الذي أدى الى أن تطلب السلطة الوطنية مجددا أن يناقش التقرير مرة أخرى في مجلس حقوق الانسان، ولكن القرار لصالح الاستمرار في فعاليات هذا التقرير .
خطوة اليوم، أي وصول محققين و قانونيين من لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة الى قطاع غزة، معناه أن التقرير ما زال حيا، و أنه لم يذهب وراء الذاكرة و لم يسقط في النسيان , و أن الرواية الاسرائيلية عن الحرب لم تقبل بل ما زالت الأسئلة مثارة بقوة، لماذا كانت تلك الحرب أصلا ؟
لماذا استخدم ذلك الحجم من النيران ؟
لماذا كل هذا العدد من القتلى المدنيين و الجرحى المدنيين ؟
لماذا كل هذا الحجم من التدمير الذي ما زال شاهدا على فظاعة الجريمة حتى هذه اللحظة؟
بل ان استمرار فعاليات تقرير غولدستون تؤكد أن اسرائيل ليست بمأمن من الضغط، والادانة الدولية، والملاحقة لبعض ضباطها وجنودها، و أنها لم تعد قادرة على فعل ما تريد و العالم يتفرج و لا يفعل شيئا، خاصة في هذه المرحلة التي تمر فيها المفاوضات الفلسطينية بنوع من الاختناق بسبب التعنت الاسرائيلي ضد رغبة العالم الذي يريد قيام دولة فلسطينية، وأن العراقيل تأتي من طرف اسرائيل التي لا تبدو حتى الآن مهيأة لمفاوضات حقيقية، أو مؤهلة لسلام حقيقي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...