سؤال عالماشي - احمد دحبور.. ياسادة!!
الكاتب: موفق مطر
رايه نيوز: امرنا لله.. سنذكر الرئيس صاحب العقل الكبير بشاعرنا الكبير أحمد دحبور، فأنا على يقين بأن الرئيس اذا علم فانه لن يكون راضيا عن اغفال حال وصحة المثقفين المبدعين الرواد المخلصين ألأوفياء من أبناء البلد.
فان كان وفد منظمة التحرير الفلسطينية سيذهب الى واشنطن في الثاني من ايلول تلبية لدعوة الادارة الأميركية بعد موافقته على بيان اللجنة الرباعية الدولية لبدء مفاوضات مباشرة مع حكومة اسرائيل.. فانا نرى بالتوازي وجوب تشكيل وفد من كتاب وادباء وشعراء ومثقفين فلسطينيين يستجيب لنداء الضمير الانساني فيذهب الى مخيم العائدين بحمص في سوريا فيطمئن باسم كل المثقفين الفلسطينيين عن الشاعر المريض احمد دحبور وينقل له تمنيات الفقراء الصابرين الصامدين في الوطن الذين غنى لهم دحبور الشعر ووهبهم بكلماته قوة.
نريد أن يهتم اصحاب مواقع الريادة في الحياة الثقافية بالأحياء الأحبة من أبناء البلد الذين كانوا سببا في احياء ثقافتنا ورسم صورتنا الحضارية، بالتوازي مع اهتمام قادة السياسة واصحاب القرار بمصير ومستقبل أهل البلد الطيبين.
لانريد ان ينشغل المثقفون بالسياسة ويغفلوا عن ابسط الواجبات الانسانية تجاه ابناء عائلة الثقافة الفلسطينية، فالشاعر احمد دحبور خطفه المرض من منابر الشعر وصفحة الأربعاء في الحياة الجديدة منذ اكثر من سنتين، فهل يعقل أنا لا نعلم عن حال وصحة ركن من اركان الثقافة الفلسطينية المعاصرة؟!
في مجتمعات العالم حيث الثقافة هي روح الحياة يتألمون اذا عطس مثقف جراء لفحة هواء بارد، يتابعون اخباره ساعة بساعة حتى يشفى، أما نحن فترانا مشغولين ( عالطالعة والنازلة ) بعطسات الساسة وامناء الأحزاب والفصائل وببياناتهم وتصريحاتهم الباعثة لمرض اليأس والاحباط، واعلانات الرفض للصيف في الشتاء وللخريف في الربيع ولا ننتبه لقادة ومناضلين ورواد في الأدب والعلم والثقافة الا بعدما يقفل الأطباء ملفاتهم بعد صمت جهاز قياس النبض وتاشيره على الخط المستقيم!!
ماذا يضرالأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين لو بادر أعضاء منها والى جانبهم رموز من الصحفيين والمثقفين بزيارة شاعرنا الكبير, فلعلهم يبعثون في روحه الصبر والصمود على المرض كما فعلت اشعار دحبور وكتاباته النقدية الحياة في لغتنا وكتبنا ونفوسنا الثائرة على السائد المهين!.
كيف سنكون اوفياء للرواد وأفكارهم الخلاقة بعد رجوع أجسادهم الى طبيعتها ( التراب ) اذا لم نبرهن عن وفائنا لهم بحياتهم الدنيا حتى ولو بعيادة وباقة ورد تعبق بعبير القلوب التي احبتهم واحترمتهم حقا.
ستبقى اعمال المثقف خالدة سواء كان غنيا او فقيرا، او كرمه المجتمع او لم يكرمه، لكن المرء يحتاج الى الحب حتى لايدفعه المرض الى ذروة الضعف « فمن يذهب للخلود وفي عينيه صورة المجتمع الذي اكرمه ليس كالذي يرحل مع قافلة النسيان. فلا تدعوا شاعرنا العظيم احمد دحبور يرحل وأنسيناه أنفسنا.
احمد دحبور لاتلمنا فاللوم ليس من طبع الشعراء، فانت أحييتنا بذاكرتك الخالدة، فتأكد أنك حي فينا ابدا.