كلمة ورد غطاها - علاقاتنا الهشة!!
الكاتب: يوسف أبو عواد
رايه نيوز: بسرعة نتعارف، بسرعة نتعانق، بسرعة نتزاور، وفجأة تنقلب الأمور رأساً على عقب، نسحب السفير والغفير، ويمر كل منا عن الآخر وهو كاشح كما لو لم نكن في يوم من الأيام قد تعارفنا أو صار بيننا عيش وملح!!!
فأي علاقة هذه التي تنمو سريعاً وتنهار سريعاً، وأين يكمن الخطأ؟
إن الهدوء وعدم الاستعجال في الأمور سمة تنم بلا شك عن رشد وحكمة، والاستعجال دائماً كما يقولون (يُجَفِّلُ الصَّيْد..). لكن ما العمل؟ هذه طبيعة البشر، الإنسان بطبعه عجول، رغم كل التحذيرات من العجلة والسرعة.
فالسرعة في إجابة الطالب على أسئلة الاختبار كانت سبباً في رسوبه، والسرعة في قيادة السيارة هي التي تسببت في وقوع الحادث المأساوي، والسرعة في اتخاذ القرار هي التي قد أوصلت إلى النتائج الفظيعة..
حتى في الطهي، استعجال إنضاج طبخة قد يتسبب في حرقها، لذلك يقال ان أفضل الأمور ما طبخ على نار هادئة، وكلنا يحب الشاي الذي ينضج على الجمر بهدوء، فيأتي لذيذاً كأنه من نوع آخر غير الشاي الذي نشتريه ونشربه..
للأسف إننا نستعجل في بناء علاقاتنا مع الآخرين، ونستودعهم أسرارنا، ونؤمنهم على حلالنا، وكله في يوم أو يومين، كأننا نعرف بعضنا البعض منذ عشرات السنين، وعندما يقع المكروه ويكتشف أحدنا زيف الآخر يقيم الخاسر فينا الدنيا ولا يقعدها... ولا يسلم من لسانه أحد من البشر.
معروف حتى في علم الفيزياء أن ما يسخن بسرعة يبرد بسرعة، بل إن الرزق الذي تكسبه بسهولة ودون كد وتعب، تصرفه أيضاً بسهولة ودون أن تحسب له حساباً..
إن تراثنا مليء بالأمثلة والتجارب التي توجز لنا خبرة أهل الحكمة، فالمثل يقول: تعرف فلانا قال نعم أعرفه قال جرَّبته قال لا قال لا بك ولا بعرفك..!! والسفر حقيقة يكشف معادن الناس أكثر وأكثر..
باختصار علينا ألا نستعجل بناء العلاقات وترقيتها فجأة من مرتبة زمالة إلى مرتبة صداقة، قبل أن يكمل عقرب الدقائق دورته، ثم نتوقع أن يكون جنى البقدونس حب الرمان!!