الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:54 AM
الظهر 12:40 PM
العصر 4:20 PM
المغرب 7:53 PM
العشاء 9:25 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الحكومة ومواجهة الكارثة

الكاتب: جهاد حرب

ما أن تكشفت طبيعة الكارثة والدمار الكبير اللذان حلّا بقطاع غزة اثر العدوان الاسرائيلي مع بدء الهدنه الانسانية المتمددة حتى بدء الانشغال بطبيعة الحكومة القادرة على انتشال ابناء القطاع والقطاع من هذه الكارثة.
أي حكومة قادرة على اعادة الاعمار ليس فقط اعادة بناء المساكن التي هدمت باعتبارها أولوية بل ايضا اعادة بناء شامل للبنى التحتية في القطاع كالمياه والكهرباء والصرف الصحي والطرقات التي تم تدميرها اثناء العدوان وقبل العدوان في سنوات الحصار الطويلة.
والتساؤلات التي تطرح هل حكومة الوفاق الوطني على وهنها وضعفها وعدم رؤيتها في اثناء الحرب أو قبله، وكأنها تخلت عن وظيفتها أو أنها لم تكن قادرة على العمل لطبيعة الوضع الفلسطيني بانقساماته وتشابكاته وفي كلاهما بات التساؤل مشروعا حول قدرتها على تحمل مسؤوليات ما بعد العدوان بما فيها من قضايا إغاثية ضخمة قد لا تكون اي حكومة فلسطينية قادرة عليها فما البال في عملية الاعمار الشاملة.
ويبدو أن الخيارات لا تخرج عن ثلاثة هي: (1) خيار الابقاء على حكومة الوفاق الوطني: من مزايا هذه الحكومة انها حصلت على مباركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها نتاج حوار فصائلي، وكذلك حصلت على موافقة دولية واسعة منحتها القدرة على تجاوز الفيتو الاسرائيلي. لكنها في المقابل ضعيفة وغير متجانسة، وشخصياتها غير معروفة مما افقدها القدرة على اتخاذ قرارات تتعلق بتوحيد مؤسسات السلطة كأولوية لها وهي بذلك تعكس القاعدة التي تقول "على شاكلة المقدمات تأتي النتائج؛ فالمقدمات الضعيفة تأتي بنتائج ضعيفة"، أو ان لسان حال هذه الحكومة يقول "الجواد الاصلية تجود في الآخر".
و(2) خيار تعديل الحكومة بإدخال عدة شخصيات جديدة حزبية أو غير حزبية لإعادة توزيع الحقائب الوزارية تمنح الحكومة القدرة على اعادة توزيع الاعباء على الوزراء للتصدي للمهام الجسام الملقاة عليهم في المرحلة القادمة. لكن هذا الخيار سيعيد نكأ الجراح من جديد والبحث عن حصص الفصائل الفلسطينية في الحكومة ما يعيق من بدء الحكومة اعمالها في اعادة الاعمار بعد التوقيع المحتمل على اتفاق وقف اطلاق النار في القاهرة في الايام القادمة.أما الخيار الثالث (3) تشكيل حكومة وفاق وطني أعضائها من قيادات الفصائل الفلسطينية أو اعضائها المهنيين تقوم بمهمتي اعادة الاعمار وتطبيق اتفاق المصالحة. من مزايا هذه الحكومة أنها تأتي في اطار تكريس الوحدة الوطنية الذي بدا في تشكل الوفد الفلسطيني للقاهرة وعمله بشكل موحد، وثانيا قدرة اعضائها على اتخاذ قرارات لمواجهة حالة الكارثة، وتخرج البلاد من كذبة التكنوقراط" التي افقدت الحياة السياسية الفلسطيينة محتواها وحولت الفصائل الفلسطينية الى منظمات اهلية أي مجموعات ضغط لا أكثر. لكن من الصعاب في مواجهة هكذا حكومة أنها تحتاج لموافقة دولية من الصعب التكهن من توفرها، والتخوف من المحاصصة والانشغال في نقاشات عقيمة قد تؤخر من استعداد الحكومة في مواجهة الكارثة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...