الآلاف يشيّعون رفات الشهيد الفقيه بدورا الخليل
الخليل-رايــة:
طه ابو حسين- شيّعت الآلاف من جماهير محافظة الخليل اليوم الاثنين رفات الشهيد أحمد عايد الفقيه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بدورا جنوب الخليل، بعد استعادة رفاته المحجوز في مقابر الأرقام الإسرائيلية منذ عام 2002.
وانطلقت مراسم التشييع بموكب عسكري من مستشفى الأهلي بالخليل وقوفا بمركز دورا الثقافي الذي ألقيت به العديد من الكلمات التأبينية، ثمّ توجه الموكب لمسجد دورا الكبير حيث أقيمت عليه صلاة الوداع لينتهي المطاف بمواراة رفاته في مقبرة أبو العشوش بدورا الخليل.
وعبّر عايد الفقيه والد الشهيد عن مشاعره الممزوجة بالفرح والحزن لاستلام جثمانه ولده، قائلاً:" اليوم أكرمنا الله باستلام جثمان أحمد بعد احتجاز (12 عاما) في مقابر الأرقام الإسرائيلية، وفرحتنا كبيرة لأنه شهيد ضحّى بدمه لأجل فلسطين، لكن الفرحة ممزوجة بالألم لأن رفيق دربه الشهيد محمد شاهين ما زال جثمانه محتجزاً".
وأضاف الفقيه:" بالأمس حاول الاحتلال التلاعب بمشاعرنا، حينما أبلغنا بأن تسليم الجثمان تمّ تأجيله لأجل غير معلوم بحجة حدوث ظرف خاص مع الضابط المسؤول عن عملية تسليمه، مما تسبب بتدهور صحة والدته لانتكاس فرحتنا، وبعد الساعة الثامنة مساء أبلغنا بأن قرار التسليم جاري استئناف تنفيذه، فهذه سياسة الاحتلال التي لا تريد للفرحة أن تكون بيننا".
بدورها قالت كوثر عمرو والدة الشهيد الفقيه:" أنا أعتبر هذا اليوم يوم عز وفخر ونصر لاستلامنا جثمانه ومواراته ثرى دورا، واحتجازه الطويل إن دلّ على شيء فهذا يدل على عنصرية الاحتلال وعدم وجود أي إنسانية لديه".
واستطردت عمرو:"رسالتي للاحتلال ارحلوا من فلسطين وأفرجوا عن جميع الأسرى والشهداء، لأنه لو لآخر قطرة دم طفل فلسطيني سنبقى نقاوم حتى تتحرر فلسطين، كما نطالب الرؤساء العرب وأحرار العالم بوقفة جادة مع فلسطين".
في ذات السياق قالت والدة الشهيد محمد مصطفى شاهين الذي استشهد مع الفقيه وما زال جثمانه محتجزا في مقابر الأرقام الإسرائيلية:" نحن كنا نتمنى لو كان محمد مع الشهيد أحمد الفقيه، لكننا نتوقع كلّ شيء من العدو الذي يهوى تعكير فرحتنا".
واستطردت والدة الشهيد شاهين التي تتمنى تسلّم رفات ولدها:" أنا أعتز وأفتخر بمحمد، فولدي شهيد، وحجز الجثة من أجل القدس وكرامتنا التي أستشهد لأجلها، فلذلك نتحمل ونصبر وموعدنا الجنة، فمهما فعل الاحتلال نحن صابرين لأننا نحتسبه شهيدا".
وبيّن منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء بالخليل أمين البايض لمراسل راية أن اليوم هو عرس دم الشهيد الفلسطيني، مضيفا:" أنا أقول للعالم شاهد كيف عاد الشهيد من الموت بعد (12 عاما) من احتجاز جثمانه، فنحن تمكنا بانتزاع قرار من المحكمة الإسرائيلية بتسليمنا (36 جثمانا) من ضمنهم الفقيه".
وأضاف البايض:"بالأمس حاولت إسرائيل مماطلة تسليم الشهيد لنا، لكن قدمنا التماسا للمستشار القانوني الإسرائيلي وبسبب الضجة الشعبية الفلسطينية في الشارع تمكنا من استلامه، ليدفن اليوم في مسقط رأسه".
يذكر أن دولة الاحتلال ما زالت تحتجز (280 شهيدا) في مقابر الأرقام، كما أنّ هناك (65) شهيدا مفقودا لا تعترف إسرائيل بهم حسب ملفات التوثيق الخاصة بالحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.

