من الأرض بدأ الحلم... "حاكورتنا" قصة شباب رجعوا للجذور

في إطار فقرة "عمّرها" عبر أثير إذاعة "راية"، والتي تهدف إلى دعم المنتجات الوطنية وتسليط الضوء على الريادة المجتمعية والبيئية، حلّ عدي طنيّب، صاحب مزرعة "حاكورتنا" في طولكرم، ضيفًا للحديث عن تجربته الفريدة في العودة إلى الأرض، والزراعة كفعل مقاومة وبناء.

قال طنيّب إن مشروع "حاكورتنا" ليس مجرد مزرعة عائلية، بل هو امتداد لإرث فلاحي توارثته العائلة جيلًا بعد جيل، بدءًا من جده ووالده، وصولًا إلى الشباب الذين قرروا اليوم تطوير الموروث وتطويعه ليواكب التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

ورغم ما تعرضت له المزرعة من اعتداءات متكررة – أبرزها تجريفها أربع مرات منذ عام 2002 بفعل بناء جدار الفصل العنصري – إلا أن أصحابها أصروا على الاستمرار بزراعة ما تبقى من الأرض، والتي تقلصت من 32 دونمًا إلى 12 فقط.

وأشار طنيّب إلى أن "حاكورتنا" تعتمد في عملها على أنظمة زراعية حديثة مثل الزراعة المائية (أكوابونيك، Dutch Bucket) وتقنيات إعادة تدوير المياه، وذلك لتقليل الهدر وتجاوز صعوبات شُحّ الموارد وتهديدات الاحتلال والخنازير البرية التي ألحقت أضرارًا كبيرة بالأراضي المكشوفة.

تنوعٌ زراعي وإنتاج محلي مباشر

تركّز "حاكورتنا" على الزراعة الموسمية، وتزرع الخضراوات مثل الملوخية، الخيار، الطماطم، الزعتر، إلى جانب محاصيل الفاكهة الاستوائية مثل القشطة والمانغا والجوافة. وتمتاز بتوفير منتجاتها للمستهلكين بشكل مباشر وبأسعار عادلة تقلّ كثيرًا عن أسعار السوق، في محاولة لكسر حلقات الاستغلال التجاري.

وأكد طنيّب أن العلاقة المباشرة بين المزارع والمستهلك هي حجر الزاوية في المشروع، بما يضمن الجودة والدعم الحقيقي للمنتج المحلي. كما نوّه إلى تزايد اهتمام المستهلكين بهذه النماذج الزراعية، رغم ضعف الوعي العام بالزراعة العضوية وفوائدها.

اقتحام مفاجئ خلال المقابلة

في لحظة مؤثرة خلال المقابلة، اضطر طنيّب إلى إنهاء الاتصال بعدما داهم جيش الاحتلال مزرعته في طولكرم. واقتحمت قوات الاحتلال المكان أثناء بث اللقاء، مما يعكس واقعًا يوميًا قاسيًا يعيشه المزارعون الفلسطينيون.

وفي وقت لاحق، نشر طنيّب عبر حسابه على فيسبوك تعليقًا على ما جرى قائلاً: "لا شيء جديد على الاحتلال، التخريب والدمار هو عنوانه. قرار الاحتلال اليوم بتدمير كامل المزرعة هو استكمال لنهج التجويع والتهجير القسري. ونحن باقون هنا حتى التحرير من دنس الاحتلال. وحسبنا الله ونعم الوكيل".

وتُقدَّم فقرة "عمرها" برعاية صندوق الاستثمار الفلسطيني، وتهدف إلى تسليط الضوء على المبادرات الريادية والمجتمعية التي تخدم البيئة والاقتصاد المحلي. وتفتح الفقرة المجال أمام المبدعين والمبادرين من الشباب الفلسطيني لتقديم أفكارهم ومشاريعهم الريادية، دعمًا للاقتصاد الوطني من القاعدة، وترسيخًا لثقافة الاعتماد على الذات.