الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المأزق الإسرائيلي والحرب البرية على غزة

الكاتب: رأي القدس العربي

توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يبدأ الهجوم البري الاسرائيلي على قطاع غزة خلال ساعات بعد ان اتخذت تل ابيب القرار، فيما قال مصدر عسكري إسرائيلي إن «الساعات الـ36 القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لطريقة مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة ».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن هذا المصدر الذي وصفته بـ«الكبير» ولم تحدد هويته، قوله إن« القرارات بهذا الشأن قد تتخذ خلال هذه الفترة وان القوات تدربت بالفعل على الاجتياح».

الا ان بعض المراقبين مازالوا يصرون على ان التلويح بالاجتياح ليس سوى جزء من الحرب النفسية التي اصبحت عنوانا رئيسيا في هذه المواجهة، ويستدلون على ذلك بأن اسرائيل لم تتخذ بعد الاجراءات العسكرية التمهيدية التي اتخذتها في اعتداءات سابقة، وبينها القصف العنيف الذي يدمر البنية التحتية للقطاع ويقطعه عمليا الى ثلاثة اجزاء، ويؤمن الطرقات من الألغام.

بالإضافة إلى أن الكلفة الباهظة من الخسائر البشرية الإسرائيلية قد تكون أكبر من أن يتحملها أي طرف سياسي حاليا في إسرائيل.
وبالرغم من هذا فان الحرب البرية تبقى خيارا واردا، ليس لأن إسرائيل تعتقد أنه قادر على تحقيق اهداف عدوانها، او مجرد اخراجها من مأزقها في هذه الحرب التي لم تحدد توقيتها، لكن لأن المعطيات الواقعية اصبحت تفرض عليها ان تختار بين السيئ والاسوأ.

وثمة علامات لايمكن اغفالها، بينما تقترب المواجهة من ذروة جديدة، مع تزايد احتمالات نشوب الحرب البرية.
اولا: ان العرض العلني، وغير المسبوق، الذي قدمه الرئيس الامريكي باراك اوباما لنتنياهو بالوساطة مع المقاومة الفلسطينية يشير بوضوح الى ادراك واشنطن حجم الخسائر الاستراتيجية والنفسية التي تتكبدها اسرائيل في هذه المواجهة. كما يمثل دعوة صريحة الى اطراف اقليمية وفي مقدمتها مصر «الوسيط الطبيعي» للتدخل بهدف وقف المواجهة والعودة الى الاتفاق الذي رعته القاهرة في العام 2012.

الا ان ثمة تطورات اساسية جرت منذئذ تجعل هذا الاحتمال مستبعدا، منها تغير في موازين القوى على الارض، وهو ما تعكسه شروط المقاومة للتهدئة. كما ان العودة الى اوضاع ما قبل الحرب حيث الحصار المحكم بعد غلق الانفاق، واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية، والفشل السياسي لحكومة «التوافق» وبالتالي فشل المصالحة، وحالة الانسداد مع مصر، هو تحديدا ما لا تريده المقاومة.

ثانيا: ان المعطيات السياسية تبدو مهيأة للتصعيد الاسرائيلي، بدءا من السلطة الفلسطينية التي اقتصر موقفها حتى الان على تصريحات الشجب والادانة، حتى ان المتحدث باسم حماس في شمال القطاع وجه في تصريحات ادلى بها الى قناة «القدس االفضائية» امس الاول انتقادات قاسية للرئيس محمود عباس وحكومته التي اسماها بـ «اللاتوافق»، وانتهاء بمجلس الامن الذي لن يكون اكثر فاعلية من الجامعة العربية التي بدأ امينها العام امس الاول «اجازة صيفية» تمتد الى خمسة ايام (..).

اما على المستوى الاقليمي، وبسبب تعقيدات سياسية في علاقات حماس مع قوى اساسية، فان ثمة ضوءا اخضر عربيا امام «عملية جراحية» لاضعاف الحركة، لكن بدون ايقاع خسائر بشرية واسعة، وهو ما قد يكون شبه مستحيل على الارض بسبب التكدس السكاني الهائل في القطاع.

ثالثا: ان دخول القطاع يحتاج الى كنز من المعلومات الاستخباراتية وبنك من الاهداف. وحسب تصريحات ضابط اسرائيلي أثارت انزعاجا سياسيا»انه لو كانت اسرائيل تملك معلومات بشأن الصواريخ لكانت قصفتها منذ زمن». الواقع هو ان اسرائيل وبعد قصف نحو الف ومائة هدف بالفعل(كما تزعم) في مساحة لا تزيد عن مئة وخمسين كيلو متر مربعا لم تعد لديها اهداف، وانها تحاول فقط التغطية على فشلها الاستخباراتي الهائل بقتل النساء والاطفال.

رابعا: ان اعادة احتلال القطاع تجعل اسرائيل مسؤولة مباشرة عن تلبية الاحتياجات الانسانية الاساسية لسكانه، بما في ذلك توفير الحد الادنى من حرية التنقل حسب معاهدات جنيف، وهكذا تعود الى حمل القنبلة الموقوتة التي ظنت انها نجحت في التخلص منها. وهو ما قد يعجل بالانتفاضة الثالثة التي قد تقلب الحسابات وتعيد الجميع الى نقطة الصفر.

واخيرا فان ما تعرفه اسرائيل هو ان المقاومة حضرت لها ما يكفي من المفاجآت في شبكة من الانفاق والافخاخ تحت الارض في قطاع غزة، وقد تكون لديها خطة مسبقة للتعامل معها كما زعم المصدر العسكري الاسرائيلي، لكن ما لا تعرفه هو جدوى الاجتياح البري، او استراتيجية للخروج من غزة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...