الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:23 AM
الظهر 11:47 AM
العصر 3:13 PM
المغرب 5:55 PM
العشاء 7:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إعتراف بدولة فلسطين أم وعد” بلفور” جديد…؟

الكاتب: علي بياض عن رأي اليوم اللندنية

الكثير من الناس إعتقدوا أن الإعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف بعض الدول الأوروبية هو انتصار تاريخي لدولة فلسطين و للمسار الذي تسلكه السلطة الفلسطينية ألا وهو الخيار التفاوضي الذي يقترب الآن من عيد ميلاده العشرين و الذي لم ينجح في انتزاع أي شيء يمكن أن يحسب لعباس و زمرته، بل على العكس من دلك زج بالقضية الفلسطينية برمتها في خندق النسيان لو لا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الأعزل و المقاومة في وجه العدوان الوحشي على القطاع المحاصر الذي أعاد القضية للواجهة و بين كل على حقيقته خاصة من القيادات العربية الجديدة ،و أعطى صورة واضحة لما ستكون عليه الحسابات في المستقبل القريب ،فلو لم تنتصر غزة لما كنا الآن نرى الدول الأوروبية تسارع للإعتراف بالدولة على الورق .
غرض الدول الأوروبية من هذا الإعتراف هو إعطاء جرعة أخرى للمفاوضات الميتة أصلا قصد تخدير الشعب الفلسطيني كي لا يثور على السلطة المتسلطة على أعناق الشعب في الضفة ، ولو أن العرب لم يضيعوا نخوتهم بمزيد من التنازلات و تلويحهم من جديد بمبادرتهم التي أكل عليها الظهر و شرب و أعلنوا أن المقاومة حق مشروع لكل الشعوب المستعمرة لما رأينا البلدان الأوروبية تقدم الخدمات لإسرائيل و بالمجان ، العرب من المغرب إلى الخليج هم المسئول الأول و الأخير عن ضياع فلسطين و تهويدها و عن الزحف الإستيطاني المتواصل و للأسف فهم لم يكتفوا بهذا فقط بل يحاولون تضييع مكاسب المقاومة التي راح ضحيتها الألاف من الشعب الفلسطيني بين شهيد و جريح ، لقد تبين بما لا يدع مجال للشك أن إسرائيل لم تكن لتستمر لو لا أن لها حلفاء من العرب تصهينوا أكثر من الصهاينة أنفسهم و لهذا فالعدو الأول للقضية الفلسطينية ليست إسرائيل و لا الغرب كله و إنما الصهاينة العرب الذين زجوا بأبناء جلدتهم وراء القضبان و شرعوا في حماية حدود العدو بأموال شعبهم المقهور بمشاكله التي لا تحصى و لا تعد .
الشعب الفلسطيني لا يجب أن تنطلي عليه هده الحيل الغربية المعهودة، و لنا كامل الثقة في هذا الشعب المقاوم الذي يدافع عن شرفنا كعرب و مسلمين أنه أهل لمقاومة هذه الخدع التي من شأنها أن تنسيه حقه و تنومه لسنوات و تضيع عليه فرص تاريخية لأجل إنتزاع حقه في العيش بكرامة كباقي شعوب الأرض .
فلوم تأملنا جيدا سنجد أن هده الإعترافات التي سيطبل لها عباس كثيرا ،هي ليست من انجازاته و إنما هي من إنجاز المقاومة التي يريد القضاء عليها بصحبة محور الخنوع العربي ، إسرائيل كانت تضن أنها تحاصر غزة و بقية العالم العربي أحرار لكن الأحداث بينت العكس فغزة هي الحرة و بقية العالم العربي محاصر و هذا الكلام ليس كلامي و إنما كلام الأغلبية الساحقة من الشعوب العربية ،فالمستقبل سيحمل صدمات لإسرائيل و الغرب كله و سيضرب في مقتل محور الخنوع العربي، و لو تأملنا بعض التحليلات التي تفسر سبب صمود و انتصار المقاومة سنجد أن الأسباب التي جعلت إسرائيل تتفوق في الخمسين سنة الماضية قد بدأت تضمحل و العكس صحيح بحيث أن الأسباب التي أصبحت تدفع الفلسطنيين إلى الأنتصار أصبحت أقوى و هذا ما يفسر الهزائم الإسرائيلية أمام حركات المقاومة ،في لبنان سنة 2006 و في غزة 2014 ،أما القادة الإسرائليين فلم يحققوا أي شيئ و بقاء كيانهم الغاصب هو فقط بالدعم الذي يتدفق عليهم من مختلف مناطق العالم بل و حتى من أرض العرب .
الدولة الفلسطينية التي يعترفون بها غير موجودة أصلا لأن إسرائيل إستولت على كل فلسطين تقريبا و بالتالي فهم بمادا سيعترفون بدولة وهمية ، بالاظافة إلى هذا فواهم من يعتقد أن إسرائيل ستسمح بقيام دولة دات جيش و دات مؤسسات منتخبة لأن دلك لا يتلائم مع مصالحها و بالتالي فهي ستوافق على شبه دولة تتمتع بحكم داتي منزوع السلاح ، و سنكون حينها قد أنتجنا سلطة أخرى ليتم تسليطها على الشعب الفلسطيني لعشرات السنوت القامة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...