الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

فلسطينية تبتكر نظام "بريل فيمز" لتعلم المكفوفين دون معلّم

الخليل_رايــة:

طه أبو حسين- "ضعي بصمتك " من هذه الوصية أخذت تحلّق أماني أبو طير في الحياة الجامعية والعملية تبحث عن مرسى لها، لتضع بصمتها في نقطة ارتكاز بوصلة الابتكار الفلسطيني والعالمي.

على محمل الجدّ أخذت أماني مصطفى أبو طير (24 عاما) من قرية أم طوبا بالقدس، تلك الوصية من أمّها التي كانت ترددها كلّ صباح لها، أثناء التوجه لمقاعد الدراسة في كلية الهندسة بجامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل.

بحثت عن موطئ لبصمتها، وكان الكفيف وضعيف البصر قبل المبصر أول من رأى تلك البصمة، من خلال معاينة أناملهم لاختراع أماني جهاز " بريل فيمز"، الذي يساعدهم على تعلم اللغات والأرقام بدون معلم عبر نظام إلكتروني.

"ظهرت الحاجة لوجود جهاز " بريل فيمز" من خلال الزيارات المتعددة لمجموعة من مدارس المكفوفين في القدس وبيت جالا كالسلام والعلائية والشروق، حيث يقضي الطالب فترة طويلة بتعلمه على نظام بريل ناهيك عن وجوب بقاء معلم بشكل دائم لتقديم المساعدة المطلوبة"، تقول أماني وقد لمست أهمية ابتكار جديد،" الطالب في العطلة الصيفية يفقد الكثير مما تعلمه، ومن هنا ظهرت الحاجة لبديل يسمح له بالتعلّم بشكل مستمر دون الحاجة لمساعدة معلّم".

" الجهاز عبارة عن نظام ميكانيكي إلكتروني مستقل، فهناك آلية ميكانيكية تمثّل أحرف "بريل" يقوم الكفيف بلمسها ومن خلال الناطق الصوتي يسمعها" يوضّح المشرف على المشروع المهندس حسين عمرو آلية عمل" البريل فيمز" ويكمل في حديثه ليكشف النقاب عن الاختلاف مع الجهاز المتداول في السوق المحلّي،" الأجهزة التقليدية المستخدمة عبارة عن طابعة ميكانيكية تزن "5 كيلو غرام"، لا يستطيع الطالب التعلم عليها إلا بمساعدة معلم، ناهيك عن أسعارها المرتفعة التي تصل (3000 دولار)".

" يعتمد الجهاز على المتحكمات الدقيقة وبذلك فهو يعتبر من (embedded system) المتطورة" قال عمرو. حيث يحتوي هذا النظام على برمجيات تكون مخزنة على الدوائر الالكترونية وتعمل من خلالها على تنفيذ التطبيق المطلوب كمعالجة البيانات واتخاذ القرار المناسب في الوقت المطلوب لسرعتها ودقة أدائها خلافا للأجهزة التقليدية.

لا طريق تخلو من المعيقات، لا سيّما شقّ الطرق الجديدة المليئة بالصعاب، وأماني أبو طير خلال شقّها لطريق الإبداع في ابتكار نظام " بريل فيمز" واجهت الكثير منها، وأضافت:"تم بناء (الكود البرمجي) خلال أسبوع واحد فقط، لكن انتظرت حوالي ثلاثة شهور لحين توفر القطع ووصولها إليّ، بالتالي العمل ليلا نهارا، فالجهد كبير والمسؤولية أكبر، مع ذلك نسيت كلّ التعب حينما شاهدت ابتسامة وسعادة الأطفال الكفيفين أثناء تجربته".

في السؤال عن سبب التسمية" بريل فيمز" قالت أماني:" (بريل) نظام للقراءة عند المكفوفين، أمّا (فيمز) فهي الأحرف الأولى من اسم والديّ ( مصطفى وزينب) وذلك تكريما لهما لما قدّماه لي من الدعم والمساندة والتشجيع في سبيل وضع بصمتي على خارطة الإبداع".

"الأم هي ذلك الجندي المجهول، فقد كنت أتابع أماني دوما، وكثيراً ما كانت تنام تعباً وجهاز الحاسوب المحمول يعمل بين يديها، وبدوري أطفئ الجهاز، وأغطيها لتنام وترتاح" قالت زينب والدة أماني أبو طير والفخر عنوانها:" شعور الفرحة والفخر بابنتي لا يوصف، خاصة أنني رأيت اسمها يذكر بين أسماء المبتكرين الذين كنت أراهم على شاشة التلفاز، فقد حققت أمنيتي بوضع بصمتها في هذا العالم".

أماني تأمل الحصول على براءة الاختراع في " البريل فيمز" من وزارة الاقتصاد الوطني بعد حصولها على رقم امتياز من مؤسسة طلال أبو غزاله، لتكون قاعدة تنطلق من خلالها في البحث عن موطئ آخر تضع بصمتها فيه.

Loading...