بالصور: عروس في غزة تقيم مراسم زفافها بلا عريس
غزة- رايــة:
رمزي أبو جزر- حتى الفرح على ندرته يحاصر هنا في مدينة تمرس الحزن فيها وتحولت الأعراس إلى مواكب وجع لكن ثمة من يصر رغم ذلك على انتزاع الآمل والحياة من براثن الخوف الفائض في ظل المجهول.
المعبر يغتال الفرح
إصرار ترجمته العروس فداء الهنداوي (24 عاما) والتي حال إغلاق معبر رفح بينها وبين شريك حياتها محمد السلوت والذي يعمل في كردستان العراق أخصائي في العلاج الطبيعي لتقيم مراسم زفافها على طريقتها بعدما استحكم الحصار على فرحها وبعدما عجز محمد عن حضور مراسم زفافه بسبب عمله والإغلاق المتكرر للمعبر حيث اتفق العروسان على إجراء مراسم الزفاف في موعد محدد.
تقول العروس فداء في حديث لـ"رايــة" أن فرحتها لم تكتمل وتبقي منقوصة في ظل غياب شريك عمرها في ليلة تتمناها كل فتاة وتحلم بها لكن الحدود والمعابر وقفت عائقا أمام لقائهما.
وأعربت فداء عن أمانيها أن يجمعها الله قريبا بزوجها وان تتمكن أن تلحق به مناشدة كافة الجهات والمسئولين بالنظر إنسانيا إلى هذا الوضع القائم.
من غزة إلى كردستان
من غزة إلى كردستان العراق مسافة اشتياق حاولت العائلة والعروس قطعها عبر شاشة عرض كبيرة وضعت عليها صورة العريس محمد أمام ناظريها في محاولة لخلق حضور افتراضي لغياب قسري لست صرعة جديدة في عالم الأفراح بل هي الظروف القهرية التي جعلتها تستعيض بالصورة عن محمد في محاولة للعزاء عن هذا الغياب.
حيث وضعت العائلة في صالة الأفراح صورة العريس عبر جهاز للعرض "البروجكتور" في محاولة لخلق معايشة ولو بشكل افتراضي.
تقول والدة العريس والدموع تترقرق في عينيها أنها انتظرت هذه الفرحة منذ 39 عاما لكنها لا تشعر بها اليوم بسبب غياب فلذة كبدها محمد عن عرسه والذي ترك في قلبها مرارة وغصة.
دعوات أطلقتها الأم في أن يوفق الله العروسين وان تتمكن العروس من السفر إلى كردستان العراق للحاق بمحمد بعدما تعذر قدومه إلى القطاع .
دعوات للقاء.
بفستانها الأبيض وبأجواء امتزجت فيها مشاعر الحزن ببعض الفرح خرجت العروس من منزلها إلى بيت الزوجية المفترض .. لكن ليس طويلا سرعان ما ستعود إلى بيت والدها في انتظار الفرح المؤجل تحت رحمة الحدود.
والد العروس أكد في حديث لـ"رايــة" أن فرحته اليوم منقوصة فما تعانيه ابنته هو جزء من معاناة شعب بكاملة في ظل الحصار والإغلاق المفروض على القطاع والذي الق بضلاله على الجميع.
انتهت طقوس الزفاف الافتراضي ولم يتبقي سوي نزف الأمنيات بعدما أوصدت بوابات الأمل في وجه اللقاء و باتت العواطف تختنق على المعابر.
