بالصور: إنتاج عش الغراب في غزة.. رافعة اقتصادية في ظل الحصار

غزة – رايــة:

رمزي أبو جزر- ليست رفاهية اقتصادية بل محاولة لإيجاد مخارج للازمة التي باتت تعصف بالواقع في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر تحت مقصلة الحصار الذي أتي على كافة القطاعات الاقتصادية ومنها قطاع الزراعة والذي يشكل احد الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها قطاع إنساني عريض في حيز جغرافي يضيق على كل ما فيه.

لكن استثمار الطاقات والكفاءات في ظل حصار وتواضع الإمكانيات يكشف لك عن طبيعة الإصرار الذي تولد لدي البعض لكسر الطوق ورفض كل محاولات قتل الأمل فيهم فذهبوا إلى ابعد ما يمكنك تصوره في مواجهة التحديات.

إنتاج الفطر المحاري:

إنتاج الفطر المحاري أو كما يعرف بعش الغراب هو واحد من المشاريع التي تفاجئنا بوجودها في قطاع غزة ليس لغرابة المشروع وأهميته الاقتصادية بل حجم الخبرات التي تعمل على هذا المشروع والتي قطعت شوطا كبيرا.

إلى الغرب من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أو كما يعرف بمنطقة المحررات يزرع هذا النوع من الفطر المحاري الغني بالبروتين النباتي حيث تجري زراعته داخل دفيئات خاصة تتطلب توفير مناخ وإضاءة مناسبة بالإضافة إلى التعقيم الملائم لضمان إنتاج أجود أنواع الفطر المستخدمة في الطعام.

المهندس امجد الأغا مدير محطة تجارب الشاطئ التابعة لوزارة الزراعة المقالة في غزة قال في حديث لـ "راية" أن زراعة الفطر المحاري على حداثته يعتبر من المشاريع الاقتصادية الواعدة نظرا لسهولة زراعته وانخفاض تكاليفها والتي أدت إلى سد حاجة القطاع من استيراد هذا النوع من الفطر.

وأضاف الأغا ان زراعة الفطر بدأت منذ عام 2009 واستمرت إلى اليوم وتطورت من خلال التجارب حيث ينتج القطاع اليوم أجود أنواع الفطر المحاري ويجري تسويقه ويلقي اقبالا وطلبا من الكثيرين.

الانتعاش الاقتصادي:

أهمية المشروع الاقتصادية لم تتوقف عند حدود إنتاج الفطر بل جري اليوم تدريب ونقل الخبرات إلى بعض الأسر الفلسطينية حيث يمكنها من إنتاج هذا النوع منزليا والاكتفاء ذاتيا بل والانطلاق في مشروعها الخاص.

المهندس ايناس الغول المشرفة على مشروع الانتعاش الاقتصادي والذي أطلقته وزارة الزراعة المثالة في قطاع غزة أكدت في حديث لـ "رايــة" أن هذا المشروع يستهدف أكثر من 90 أسرة ويهدف إلى تحويلها من اسر مستهلكة إلى منتجة تسهم في عجلة الاقتصاد والارتقاء بالأسرة الريفية وتمكينها اقتصاديا في مواجهة البطالة والفقر.

تحسين شروط الحياة:

أم إبراهيم واحدة من المستفيدات هي وأسرتها من هذا المشروع والذي يشكل بالنسبة لها رافعة اقتصادية في ظل اتساع دائرة الفقر والبطالة حيث وفر لها مردودا ماديا يمكنها من خلاله مساعدة عائلتها.

تقول أم إبراهيم في حديث لـ "راية" أن ظروفها الاقتصادية الصعبة دفعتها إلى الاهتمام بهذا المشروع نتيجة فوائدة الاقتصادية وعوائده المجزية فزراعة الفطر سهلة للغاية وتتطلب شروط وتكاليف بسيطة مقاربة بالعوائد المادية منها.

وأعربت ام إبراهيم عن رغبتها في تطوير المشروع لكي تتمكن من التغلب على هذه الظروف التي تعيشها هي وعائلتها.

بإنتاجك تسد حاجتك هي فكرة هذا البرنامج التنموي والذي يهدف إلى تمكين هذه الآسر اقتصاديا في مواجهة الفقر والبطالة المستشرية في المجتمع وفي ظل حصار الخانق