مكتبة بلدية نابلس.... مكان تمتزج فيه العراقة بالمعرفة

نابلس- رايــة:

ملاك ابو عيشه- 

ساحة واسعة تتخللها أشجار خضراء يانعة، وفي وسطها نافورة قديمة من العهد العثماني تعود بنا إلى زمن عريق، وأما في داخل مبنى مكتبة بلدية نابلس فأول ما يقع عليه بصرك كتب كثيرة موضوعة على الرفوف تفوح من ثناياها رائحة العراقة والمعرفة.

مكتبة  بلدية نابلس أنشئت في العام 1960م بموجب قرار صدر من المجلس البلدي في ذلك الوقت لتكون هذه المكتبة واحدة من المكتبات العاملة في فلسطين، وذلك لما كان ينظر له المجلس البلدي في حينه من أهمية بالغة لمثل هذه المكتبة.

ويقول مدير مكتبة بلدية نابلس ضرار طوقان:" أنشئت المكتبة في هذا المكان العريق الذي كان يسمى "المنشية"، حيث كان مكان للضباط العثمانيين".
وتضم مكتبة بلدية نابلس اقسام متعددة فيها كتب في جميع المعارف ويضيف:" عدد الكتب في المكتبة يزيد على ال100 ألف كتاب موزعة في جميع المعارف من الفلسفة مروراً بالآداب وانتهاءاً بالفنون، وهناك بعض المكتبات الخاصة لبعض العلامة الفلسطينيين منهم  حافظ وقدري طوقان، والدكتور إبراهيم عطا الله".

يشير طوقان إلى أن المكتبة تحتوي على عدد من النشرات والمجلات بما يزيد عن 8000 نشرة مجددة باستمرار، وتحتوي على مكتبة الأسير الفلسطيني بحوالي 7000 كتاب ونشرة من السجناء التي تم الحصول عليها من مكتبة سجون الإسرائيلية إبان قدوم السلطة الفلسطينية.

وتحتوي المكتبة على مجموعة من النشاطات والبرامج، ويقول طوقان:" البرامج والنشاطات التي تقوم بها المكتبة كثيرة منها صالون أفنان دروزة، وملتقى أدباء وشعراء فلسطين، والعديد من اللقاءات الشعرية والنشاطات الخاصة بمتطوعي المكتبة، ونشاطات ترفيهية وترويحية مشجعة للقراءة ".

ويتم تمويل المكتبة من المجلس البلدي لمدينة نابلس، ويضيف طوقان :" المجلس البلدي يوظف العاملين في المكتبة، ويمول شراء الكتب ويمول البرامج المختلفة".

ويكمل طوقان حديثه:" نقوم بشراء كتب جديدة إما شراء مباشر من ميزانية المجلس البلدي أو من خلال مساهمات مكتبات كبرى كمكتبة عبد الحميد شومان التي تتبرع سنوياً بما لا يقل عن 3000 دينار ثمناً للكتب".

وبالنسبة للصعوبات التي تواجهها المكتبة، يقول طوقان:" تواجه المكتبة صعوبات كثيرة منها عدم إيصال الرسالة لأبنائنا في المدارس بأن المكتبة هي المصدر الأساسي للمعلومات، وليست صفحات التواصل الاجتماعي".

ويضيف طوقان:"ولدينا ايضا مشكلة الاحتلال التي  تشكل صعوبات وحلقة تضييق فيما يخص شراء الكتب والمقتنيات الهامة وأمهات الكتب من الخارج، وعندما أغلق المدينة لفترة طويلة اثر ذلك على المكتبة وفقدان العديد منها مع من دمرت منازلهم أو اعتقلوا أو سجنوا".

وعن اقبال المواطنين على المكتبة يضيف طوقان :" إقبال المواطنين على المكتبة استطيع القول بأنه جيد فاستطعنا من خلال بعض البرامج أن نعيد الثقة للمواطن والمدارس  بالقراءة، ولدينا اكتر من 150-250 زائر يوميا، وهذا يدل ويؤشر على أن النشاط المكتبي قد عاد، وعدد المشتركين في المكتبة حتى اليوم 25000 مشترك، ونسبة الشباب بدأت تزيد على عدد كبار السن والزائرين".

وللمكتبة شروط للاشترك فيها، ويشير طوقان إلى أن أي شخص يستطيع الانتساب للمكتبة بكفالة من ولي الأمر، ورسوم اشتراك زهيدة جداً لا تتعدى ال10 شواقل كتأمين لمرة واحدة سنوياً، ولكن نحن في هذا العام أطلقنا حملة اشترك مجاناً للطلاب في أسبوع القراءة وتم استقطاب حوالي 1000 طالب جديد من نابلس".

وبالنسبة لطموحات المكتبة يقول طوقان:" نحن نطمح إلى تحويل المكتبة إلى مكتبة رقمية يستطيع القارئ من خلال في البيت أن يبحث عن الكتاب الذي يريده ويجده، ومن ثم يتمكن من إخراج بعض الصفحات منه والقدوم للمكتبة لاختصار الوقت، ونطمح أيضا إلى أن نستطيع أن نؤثر على الهيئات التدريسية في المدارس، وهذه إن شاء الله ستكون أولى أولوياتنا في العام القادم، وحصة في المكتبة لطلاب المدارس في عطلة نص السنة الدراسية".