الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مدرستا يسرى والخوارزمي ضمن معادلة المماطلة التربوية التعليمية

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين: في الوقت الذي مارس الاحتلال الإسرائيلي سياسته العدوانية بعزل منطقة خلة الدار وواد السمن وعقبة انجيلة وزيف الواقعة بين الخليل ويطا عام 2000 بداية انتفاضة الأقصى الثانية، لتكون سجنا لا يدخل ويخرج منه وإليه أحد إلا ضمن إجراءات تفتيش معمقة على مدار ثمان سنوات، إلا أن أهالي هذه الأحياء آثروا في حينها محاربة تلك السياسة في ظل الجمود الرسمي، فشيّدوا عيادة طبية ومدرستين على حساب نفقة السكان وأهل الخير، ومن حينها يطالبون بحافلتين تنقل الطلبة الذين يتجاوز عددهم 1000 طالب وطالبة من والى بيوتهم ومدارسهم لعدم وجود سيارات أجرة تقلهم، لكن المماطلة سيّدة الموقف حسب حديث أهالي المنطقة.

الطلبة ضحية سطوة البرد وحرّ الشمس والعقاب المنتظر ..!!

توجهنا في شبكة "رايــة" الإعلامية صباحا لاستطلاع الصورة الحيّة لطلبة مدرستي يسرى النتشة والخوارزمي، وشاهدنا كيف يمشي الطلبة مسافات طويلة على الأقدام، وأول طفل إلتقيناه اسمه عبد الفتاح، بالكاد استطاع أن يتحدث بكلمتين، ثم راح يبكي ظاناً أننا من مدرسي المدرسة وسينال العقاب لتأخره، وكان يقول لحظتها وهو يبكي:" تأخرت لأن الطريق طويلة، وأنا تعبان"، لم يزد عليها، وراح صوته بكاء.

الطالب مالك صباح " 9 سنوات" يدرس في مدرسة يسرى النتشة، التي تقع على قمة الجبل في منطقة خالية تقريبا، يقول لـ "رايــة":" أنا زعلان لأن الحقيبة ثقيلة، والطريق طويلة، والمدرسة بعيدة، وأتعب كثيراً وأنا أمشي، والتربية حتى الآن لم توفر لنا حافلة، ولو صار هناك حافلة، لا يكون هناك خوف علينا، لأننا نكون في أمان، ولا نتأخر عن دوامنا".

أما الطالبة خديجة أبو ماضي " 12 عاما" تدرس في مدرسة الخوارزمي، التي تقع بالقرب من الشارع الالتفافي، تقول لــ"رايــة:" تستغرق الطريق معي تقريبا ساعة، ولما أكون تعبانة تستغرق وقتا أطولا. فأنا بيتي في زيف قرب يطا، وأنا لا أحب أن أمشي بالشتاء، لأن ملابسنا تبتل، وتتسخ، وأقدامنا تغرق بالماء، وأنا لا أريد أن أتسخ وأنا متجهة للمدرس، والمسؤول عما يحدث لنا وزارة التربية لأنها لو وفرت لنا حافلة لا يحدث ذلك".

التربية تصدر قرارا بتأمين حافلتين والعدوان على غزة ذريعة للمماطلة

قبل ثلاثة أعوام، طالبت لجنة مشاريع خلة الدار وملتقى الشهيد سعد صايل وزارة التربية والتعليم بتوفير حافلتين تنقل طلبة الحيّ من بيوتهم إلى مدارسهم وبالعكس، ليحصلوا على قرار رسمي بعد عام واحد، أي قبل عامين من اليوم يفيد بأحقية المنطقة لحافلتين إحداها لمدرسة الخوارزمي للبنات، والأخرى لذكور مدرسة يسرى النتشة حسب حديث رئيس ملتقى الشهيد سعد صايل، ورئيس لجنة مشاريع خلة الدار سابقا محمد أبو تركي.

وبيّن أبو تركي لــ "رايــة":" قبل سنتين جاء الرد من التربية بالموافقة على حافلتين للمنطقة، لكن للأسف الشديد حتى اللحظة لا تنفيذ لهذا القرار، بذرائع كثيرة، وهي سياسة المماطلة التي تعتمدها مؤسساتنا خاصة في هذه المناطق المهمشة، وآخر الذرائع كانت أن التمويل يذهب لغزة بسبب العدوان، فماذا كان قبل العدوان وماذا سيكون بعده..؟!".

ونظرا للمعاناة الشديدة التي يعانيها الطلبة منذ ثلاث سنوات، توجهت اللجنة لمديرية التربية والتعليم بطلب رسمي للحصول على حافلات لنقل طلبة مدرستي يسرى النتشة والخوارزمي، بسبب المعاناة الكبيرة وخاصة فصل الشتاء لأنها تحتوي بحيرات من الماء، لأنها تمثل مصبا ومجمعا لمياه الخليل، وبالتالي الطلبة لا يستطيعوا المشي على الشارع، حسب حديث أبو تركي الذي أضاف لــ"رايــة":" في فترة سابقة قمنا بعمل أرصفة، وبعد ما أتت الأشغال العامة لعمل ترميم في الشارع الخاص بواد السمن، هدموا الأرصفة ولم يعيدوا إنشاءها ، وحصلت بسبب ذلك عدة حوادث طرق، أدت لوفاة خمس وفيات وأغلبهم من الطلبة".

وتقع المدرستين في المنطقة المسماة "c " ، أي الخاضعة بشكل كامل للسيطرة الإسرائيلية، مما دفع أهالي المنطقة لبنائها على نفقتهم الخاصة بمساعدة أهل الخير، وفي ذلك يستطرد أبو تركي لراية:"نحن نعمل بكل السبل وما أوتينا من قوة لدعم صمود أهلنا في هذه المنطقة، من خلال إيجاد المدارس والعيادات، ومواجهة قرارات الهدم، حيث بنينا مدرسة يسرى النتشة بالفترة التي كان الاحتلال يقوم بعمليات حفر لهذا المنطقة بهدف تهويدها والسيطرة عليها".

ويختم أبو تركي حديثه لـ "رايــة":" مدرسة الخوارزمي موجودة على بوابة المنطقة الصناعية، فهذه المنطقة تخدم الطلبة حتى مدخل يطا، والطالب الذي يريد أن يأتي من هناك يحتاج لمشي مسافة أربعة كيلومترات حتى يصل، ولا يوجد سيارات وإن وجدت تكون غير قانونية بالتالي خطر شديد على حياته".

أهالي الطلبة يحملون سلامة أبنائهم للتربية

شبكة "رايــة" الإعلامية أجرت عدة لقاءات مع أهالي الطلبة، ويونس أبو اسنينه يقول لراية:" أنا ابني عمره 6 سنوات، في الصف الثاني، يمشي قرابة ثلاثة كيلومترات يوميا، ناهيك عن معاناة الصيف والحر، تعب ومشقة كبيرة، ولا يوجد مواصلات، وإن وجدت تكون غير مرخصة، وأنا أخاف على ابني عندما أرسله ويمشي هذه المسافة الطويلة".

واستطرد أبو اسنينه:" يوم أمس رجع ابني من مدرسته وعيونه حمراء جدا، بسبب درجة الحرارة المرتفعة، ومشي المسافة الطويلة، وأنا أحمل سلامة ابني لوزارة التربية والتعليم".

في حين لخصت سهير سلامة والدة عدد من الطلبة المعاناة التي يعانيها أبنائها قائلة:" تتلخص بأننا نوقظ أبنائنا مبكرا، ويخرجون قبل الموعد بساعة، بسبب بعد المسافة، ومع ذلك يصلون متأخرين، بالتالي يعاقبون في المدرسة، يتشتت تفكيرهم، وذلك يؤثر على دراستهم وتحصيلهم الأكاديمي".

واستأنفت سلامة:" كل يوم والثاني ترسل لنا المديرة مرسالا بأن نحضر، بسبب تأخر أولادنا، وفي المغادرة ننتظر أبنائنا لوقت متأخر، وفي الشتاء معاناة أكبر، خاصة أنه يضطر للوقوف بالشارع انتظارا للسيارة، وحتى السيارات الموجودة هي غير قانونية، بالتالي خوف على حياة ابننا، وهل سيعود ابننا أم لا..؟!"

مدرستا يسرى النتشة والخوارزمي، بناهما أهالي المنطقة على نفقتهم الخاصة لأنها ضمن المنطقة المسماة "c" ، أي الخاضعة بشكل كامل للسيطرة الإسرائيلية، وكلّ ما ينتظره أهالي المنطقة تنفيذ قرار أصدر قبل عامين من الوزارة بتوفير حافلتين إحداها للإناث والأخرى للذكور، فهل ينفذ أم أن غزة والعدوان الذي تعرضت له، سيكون هو المبرر الجديد لسياسة مماطلة أطول، كما يقول أهالي المنطقة...؟!

Loading...