الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بحثوا عن الحياة ففارقوها للأبد

غزة- رايــة:

كمال أبو ناصر، سامح أبو دية- كلنا يسمع عن من يراهن على ماله، ولكن الجديد في قطاع غزة أن يراهن المواطنين بأغلى ما يملكون، ألا وهي حياتهم في لعبة ورحلة من رحلات الموت التي لا يجزم اثنان على الفوز بها.

هذا حال الشعب المنكوب في قطاع غزة، ففي العدوان الإسرائيلي الأخير قتل منه من قتل وشرد من شرد وهجر من هجر داخل أرضه لمخيمات النزوح والإيواء التي بالكاد تلبي ابسط احتياجاتهم وحقوقهم في الحياة، ومن نجا منهم اصطدم بواقع الحياة التي يصارع فيها البقاء، حتى فضل مصارعة الأمواج في عرض البحر وركوب سفن الموت هروبا من حاله المزري عله يجد ما يسمو إليه من ظروف الحياة الكريمة، فاستغل المهربون حاجة المواطنين وجعلوا منهم مادة دسمة لعناوين الأخبار متجاهلين حقهم المقدس في الحياة، وكان كل همهم هو حصولهم على المال بأي طريقة.

أهالي المهاجرين والمفقودين ومن تحتجزهم السلطات التي دخل المهاجرون أراضيهم عبروا عن سخطهم من الحالة التي وصل إليها الشباب في القطاع، مطالبين الدول التي تحتجز أبنائهم أو تعلم عنهم أي شيء بالإفصاح عن أحوالهم وإبلاغهم بمصيرهم.

وعن كيفية الخروج من القطاع قالت السيدة "أم العبد" شقيقة أحد المهاجرين المفقودين أن شقيقها تمكن من الخروج من قطاع غزة عبر الأنفاق عن طريق احد المهربين مقابل مبلغ مالي قدره ثلاثة ألاف دولار أمريكي، على أن يقوم المهرب بإيصاله إلى شاطئ مدينة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، ليقله مع مهاجرين من أماكن أخرى إلى الشواطئ الايطالية ويقوم هناك باستكمال المبلغ ودفع ألفي دولار أمريكي.

وعن أسباب هجرة هؤلاء الشباب أوضح لنا السيد "أبو زياد" من مدينة غزة، وهو أخ لأحد المفقودين أن أخاه قام باستدانة مبلغا ماليا يتجاوز الخمسة ألاف دولار من أقاربه وأصدقائه، مخلفا وراءه زوجته وأطفاله السبعة دون معيل أو مصدر دخل، معللا سبب هجرته بأن ظروف العيش بغزة لا تكاد تحتمل ابتداءً بالحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة مروراً بالحصار الجائر وانتهاءاً بأزمات الرواتب والكهرباء والمياه والبطالة.

بدورها أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية انه منذ اللحظات الأولى لورود خبر غرق سفن تنقل فلسطينيين من أبناء قطاع غزة، شكلت فريق طوارئ، مهمته متابعة تطورات القضية، والتواصل مع كافة الجهات المعنية'، مضيفة أن هذا الفريق يتواصل بشكل دائم ومستمر مع سفاراتنا في كل من إيطاليا واليونان ومالطا، والقنصلية العامة في الإسكندرية، وأنه بناءً على تعليمات الرئيس ورئيس الوزراء، أصدرت تعليماتها الفورية للسفارات المعنية بالتواصل المستمر مع السلطات الرسمية في الدول المتواجدة على أراضيها، والوصول بشكل عاجل إلى الناجين الذين يتلقوا العلاج، للاطمئنان عليهم، وتقديم المساعدة والعون لهم، والاستفادة من أية معلومة متوفرة لديهم قد تقود للوصول إلى مواطنين ناجين.

وأجمع بعض المواطنين في غزة خلال لقاء "رايــة" بهم على رفضهم للهجرة بتلك الأشكال الخطيرة التي تودي بحياتهم، ولكن الكثير أيد الهجرة بالطرق الشرعية.

وأكد المواطنون الغزيون أن هناك أسباب عديدة تدفع السكان وخصوصا الشباب للبحث عن طرق للهجرة أهمها صعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية حيث وصلت نسبة البطالة في القطاع لأرقام قياسية لم تسجل من قبل، بالإضافة للأوضاع السياسية واستمرار الحصار الخانق على غزة لأكثر من 7 سنوات، مروراً بتكرار الحروب القاسية على قطاع غزة وما تجلبه من تأثيرات نفسية على سكان القطاع على المدى القريب والبعيد، فانعدام الأمن وأبسط مقومات الحياة للإنسان تجعل المواطن الغزي يبحث عن طرق للانتقال خارج القطاع بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة.

Loading...