"صور" تامر وإيهاب.. خريجو جامعة في رحلة إلى المجهول
رام الله- رايــة:
فارس كعابنة-
"انا الان ركبت السفينة وكل شيء تمام"، هي اخر كلمات تلقتها عائلة هشام ابو سمك من إبنها تامر "25 عاما"، الذي قرر الخروج من مدينة دير البلح بقطاع غزة الى أي بلد لم يحددها كما تقول عائلته، للحصول على عمل بشهادته الجامعية الذي انهاها بتخصص الخدمة الاجتماعية في القطاع، او أي عمل آخر كغيره من الشبان اللذين هاجروا من القطاع ونجحوا في الوصول بسلام الى مرادهم بعمل في دول اوروبا.
في تفاصيل رحلة المجهول التي بدأها الشاب تامر مع جاره وصديقه الشاب ايهاب حجازي الذي انهى دراسته الجامعية في ماليزيا ولم يجد عملا في غزة، يقول ابن عمته ان مهربا من خانيونس استطاع تهريبهم عبر نفق الى الاراضي المصرية، وهناك اتصل هاتفيا بعائلته واخبرهم بوصوله بسلام وهي الخطوة التي اعتقدت العائلة انها الاصعب، ولا تعلم ان مصيرا مجهولا ينتظره على متن السفينة التي انطلقت من دمياط متجهة الى ايطاليا وغرقت قبالة السواحل الايطالية هي ومن على متنها، حيث كان يخطط تامر هو وصديقه ايهاب الانطلاق من ايطاليا الى دولة السويد للبحث عن عمل.
وكتب تامر على حسابه في "فيسبوك" بعد يومين من مغادرته القطاع في الثاني من ايلول: "ربي اني وكلت امري االيك .. فيسر لي امري ياا رب"، ويبدو انه دعاء ما قبل يومين من الانطلاق عبر السفينة الى ايطاليا في السادس من ايلول.
وبعد الاتصال الاخير الذي اخبر تامر عائلته بركوبه السفينة في السادس من ايلول فقد الاتصال به بعدها ولم تعرف عائلته مصيره حتى اليوم.
"بدنا أي خبر عنو، وين وصل، لا نعرف عنه أي شيء"، تقول أم تامر التي عقدت آمال كبيرة على رحلة ابنها نحو مستقبله بعمل جيد وحياة كريمة، بعد مضي 12 يوما على فقدان الاتصال الاخير به والذي قال لعائلته فيه حينها: "ها انا ركبت السفينة الان".
ويقول والده هشام ابو سمك: "نوجه رسالة لكل العالم ان يبحث عن ابنائنا. نحن في قلق شديد. ووالدته دخلت في حالة مرض وسنضطر لنقلها للمستشفى".
ويضيف: "كل يوم نحاول الاتصال به من 30 الى 40 مرة، لكن الجواب دائما بأن هاتفه مغلق".
وكانت عائلات من غزة قد اعلنت الاسبوع الماضي أنها فقدت عددا من أبنائها في حادثتي غرق لسفينتين إحداهما قبالة سواحل الإسكندرية، والأخرى قبالة السواحل الإيطالية، مشيرة الى أنها فقدت الاتصال والتواصل مع ابنائها الذين كانوا على متن هاتين السفينتين وانها لم تعد تعرف شيئا عن مصيرهم.
