الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اقترب العيد المُبارك، فكيف استعد له الشارع الفلسطيني؟

رام الله-رايــة:

فراس أبو عيشة- "أهلاً أهلاً بالعيد، مرحب مرحب بالعيد.. والعيد فرحة، وأجمل فرحة، تجمع شمل قريب وبعيد، سعدنا فيها، بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد"، هي كلمات من أغنيةٍ طفوليةٍ لطالما رددها الأطفال والشباب والكبار عند اقتراب العيد ومجيئه، تعبيراً عن فرحتهم وبهجتهم بوصول العيد، ولكن قبل وصوله، يتلهفون شوقاً لرؤية الحجيج فوق جبل عرفات، يدعون ربهم، راجين منه مغفرته، فيرفعون أكفهم بالتلبية معهم، في جوٍّ روحانيٍّ ليس له مثيل، لتتبع تلك اللهفة فرحةً عارمةً تسود الأجواء والأرجاء.

بهجة الشارع الفلسطيني
والشارع الفلسطيني يرتسم ببهجته وسعادته بقدوم عيد الأضحى المُبارك، فهي أيامٌ ولحظاتٌ تاريخيةٌ مُباركةٌ، هدفها رسم البسمة على وجوه الجميع، والتقرب من الله، وبملامح السعادة، ويقول الشاب العشرينيّ مسعود ياسين "استعدادي لعيد الأضحى جميلٌ ورائع، فكم أُحب أن أرى الفرحة تغمر المسلمين كبارا وصغارا، بحلةٍ جديدة، ولباسٍ جديد، متقربين فيه إلى الله، وما يُسعدني أكثر رؤية الأطفال في أقصى درجات السعادة، يلعبون ويلهون ويمرحون، فأنا أحب أن أعيش أجواء العيد كالأطفال، وأتناول الحلوى وكعك العيد".

وتُعرب هناء (22 عاماً) عن فرحتها باقتراب العيد قائلةً "العيد مهما كبرنا، فهُو وُجد للفرحة، ولزرع الابتسامة على وجوهنا ووجوه من حولنا، وهذه الابتسامة سببها صلة الأرحام، والتقرب إلى الله بالأضحية والأضاحي، فما أجمل أن ترى عائلةً مُكونةً من 30 نفرٍ مثلاً، تجتمعُ في مكانٍ واحد، منهم من يتمازحون، وآخرون يتناقشون، وأطفالٌ يلهون ويمرحون سعادةً، ويبحثون عن عيدياتهم".

الأطفال رغم الألم يفرحون
وللأطفالٍ تصرفاتٌ، وأفعالٌ، وآراءٌ في العيد، حيثُ ترى الفرح يغمر قلوب الكثيرين منهم، وفي المقابل، هُناك من يتألم، ويتحسر على حاله وعائلته، أو حال من حولهم، ولكن يُحاول بشتى الوسائل أن يزرع الفرحة والبهجة في قلوب عائلته والآخرين، وبعينيها العسليتين، تُعبر حلا (6 أعوام) عن فرحها بالعيد بكلماتٍ بسيطةٍ قائلة "بدي ألبس أواعي جديدة وحلوة، وناوية أطش، وأشرب كوكتيل، وأتصور، وأحلى أيام حياتي هي العيد، وبدي أتعيد كمان".

وبصوتٍ متحشرجٍ، يقول محمد (9 أعوام) "كيف بدي أفرح وفي أطفال بغزة استشهد أبوهم وأمهم، وانحرموا من أغلى شي بحياتهم، وأولاد الجيران أبوهم أخدوا اليهود قبل أسبوع، بس أنا صامد، ورح أحاول أزرع الابتسامة على وجوههم قد ما بقدر، عشان أقهر اليهود الجبناء".

وأما عيون أشواق (12 عاماً) التي تلألأت من الدمع، تشعر بالألم قائلةً "فقدت أُمي قبل أسابيع قليلة، والآن العيد يطرق الأبواب، وأنا بلا أُمٍ، فأتحسر على حالي، كونه العيد الأول بدونها، ولكن يجب عليَّ أن أفرح، فأُمي في اللحظات الأخيرة من صراعها مع المرض، أوصتني أن أفرح دوماً، فهي ستذهب إلى الجنة، وغداً سألحقها إن شاء الله".

الأسواق تشهد ركوداً اقتصادياً
مع اقتراب العيد، بدأت الأسواق والمراكز التجارية تشهد حراكاً تجارياً ملحوظاً، ولكن التجار وأصحاب المحلات يرونها حالةً من الركود الاقتصادي، وترى موظفة أحد محلات الإكسسوارات في نابلس أنَّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها واقعنا الفلسطيني، وبعض المواطنين، تحول دون إمكانية شراء مستلزمات العيد، والاستعداد لفصل الشتاء، رغم أن حركة المواطنين نشطة ولكن دون شراء، لافتةً أنَّه من المعتاد أن الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، هو الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء، وشراء ملابس العيد وكسوة الشتاء.

وأما رامي عطا صاحب أحد محلات الملابس، يُوضح "الوضع الاقتصادي صعب، فمناسبات ما بعد شهر رمضان الماضي، وصولاً لعيد الأضحى، أرهقت موازنات المواطنين، وجعلتهم غير قادرين على الشراء، وأن بعض المحلات تعرض البضائع الصيفية في الوقت الذي يدق فيه الشتاء الأبواب".

ويُبيِّن تجار آخرون وأصحاب محلات عدم قدرتهم على تسديد كامل التزاماتهم المالية، التي حالت دون استعدادهم لموسم العيد والشتاء.


أعمالٌ إنسانيَّةٌ ومشاريعٌ خيريَّةٌ
وللأعمال الإنسانية والمشاريع الخيرية دورٌ هامٌ ونشطٌ في الأعياد، وخاصةً في عيد الأضحى المبارك، ويقول أحد متطوعين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني- فرع نابلس أحمد القدح "عيد الأضحى ليس ككل الأعياد، فتسود فيه أوقاتٌ كُلها معاني خيرٍ وإنسانيةٍ وحب، وكما أن المتطوعين في الجمعية يبذلون جهودهم في مساعدة الآخرين والمحتاجين، فالفرق الطبية الميدانية تسهر على راحة المواطنين عند وقت الأزمات، وإسعافهم، وتقديم المواد الأولية لهم، وخاصة في الأيام والليالي الأخيرة قُبيل العيد".

ويُضيف القدح "كما يُساهم بعض الشباب من المتطوعين على الدوام في بيت المسنين التابع للجمعية، فيقومون بمساعدة المسنين، وجعل الابتسامة الرائعة لا تفارق وجوههم، من خلال الاحتفالات والأفراح التي تُقام في البيت، وتوزيع الحلوى عليهم، وفتح الباب لاستقبال الزوار، ومن يريد مشاركة هؤلاء المسنين فرحتهم".

ويُبين رئيس جميعة التضامن الخيرية الدكتور علاء مقبول أننا أطلقنا مشروع الأضاحي، والذي يستهدف أكثر من 4200 طفلٍ يتيم فقدوا معيلهم في الحياة، وأكثر من 1400 أرملة، بالإضافة إلى آلاف الحالات الإنسانية، وذلك من خلال جمع التبرعات المادية من أهل الخير لشراء الأضاحي، وتوزيعها عليهم.

ويُوجه مقبول رسالةً لأهل الخير "كونوا سبباً لإدخال الفرح لحياتهم في أحب الأيام لهم، فالعيد هو فرحٌ وبهجةٌ، فلنكن معاً وسوياً من أجلهم، ولنُدخل بهجة العيد إلى قلوبهم، فجمعيتنا هي وسيط خير بين المحسنين والأيتام، وآلاف من الحالات الإنسانية، والذين ينتظرون قدوم العيد كل عام، ليتذوقوا بهجته، ويستفيدوا من الخير الذي تجلبه بركات هذا العيد، بوجود الخيّرين والداعمين من أهل الخير".

فيا أيها العيد أشعر أطفالنا وأبناءنا أنهم هم أمل الزمان الباسم، وينبوع الحياة المنفرج، الذي لا يتدفق عذباً صافياً إلا بصفاوة الماء، وهذا الصفاء لن يتم إلا في اكتمال الخلق وطهارته، ويبقى هكذا حال مجتمعنا، فكما يسير التيار يتجهون معه، ففي الأعياد والأفراح تجد الفرحةُ مرسومةً على شفاههم، تعبيراً منهم عن أبسط الحقوق، وهي حق التمتع والعيش كما يعيش العالم أجمع.

Loading...