الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة.. "الكهرباء" انقطاع مستمر وإرادة الحياة باقية

غزة- رايــة:

سامح أبو دية- كمال ابو ناصر

مع استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي وتفاقمها يوماً بعد الآخر لتصل لـ 18 ساعة قطع يوميا، يبحث الفلسطينيون عن بدائل تقيهم حر الصيف اللاهب وظلمة ليل الشتاء البارد، فلجأوا إلى عدة طرق بديلة للتيار الكهربائي، بدأت بالشمع ومرت إلى مولدات الكهرباء ثم اليو بي أس وانتهت باستخدام الطاقة الشمسية.

مولدات الكهرباء التي تعمل بالسولار أو البنزين.
انخفاض أسعار الوقود المهرب عبر الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي بين غزة ومصر أدى إلى انتشار مولدات الكهرباء بشكل لافت للنظر، وذلك قبل العملية العسكرية التي يقودها الجيش المصري في سيناء والتي دمر فيها مئات الأنفاق، ما أدى لشح الوقود المصري في قطاع غزة.

فلا يخلو محل تجاري أو سوبر ماركت أو منزل في قطاع غزة من وجود مولد أو اثنين بمختلف الأحجام والأنواع، حيث كان سعر لتر السولار لا يتعدى 1.7 شيكل ، بينما لا يتعدى سهر لتر البنزين المصري 2 شيكل، في حين يصل سعر لتر البنزين المستورد من إسرائيل في هذه الأيام إلى أكثر من 7  شواكل أي ما يعادل 2 دولار أمريكي.

ومع انتشار المولدات الكهربائية ظهرت مهنة صيانة وتصليح هذه المولدات، فلا تجد شارعا أو منطقة سكنية تخلو من محل أو أكثر لصيانة المولدات والدراجات النارية.
ورشة السعادة في بلدة بيت لاهيا يعمل فيها الشاب أحمد غبن الذي تعلم هذه المهنة منذ أشهر قليلة، ويعتبر أن لها مستقبل جيد في قطاع غزة نظراً لاستمرار أزمة الكهرباء وعدم وجود حلول قريبة لها، ما جعله يعتمد عليها في تأمين دخله اليومي.

يقول غبن لـ "راية": " تعلمت مهنة تصليح المواتير بعد ما صار كل بيت فيه ماتور، والحمد لله دخلي فيها ممتاز وأصبحت أنفق على عائلتي وأمي وأبي"، وعن تكلفة تصليح الماتور الواحد أشار غبن إلى أن التكلفة تتفاوت بين ماتور وآخر حسب طبيعة الأعطال، فهناك أعطال لا تكلف صيانتها أكثر من 20 شيكلا، بينما هناك أعطال تحتاج بين 100 و200 شيكل، لاسيما إذا كانت تحتاج إلى قطع غيار غالية الثمن.

اليو بي أس ( Pawer saving Inverter)
" الحاجة أم الاختراع"
مع ارتفاع أسعار البنزين والسولار، وإغلاق العديد من أنفاق التهريب على الحدود المصرية الفلسطينية، لجأ أهالي القطاع إلى نظام اليو بي أس ( وحدة تخزين الكهرباء في البطاريات ) ومنذ تلك الفترة بدأت بالانتشار والتوسع حتى أصبحت هناك ورش لتصنيع هذه الأجهزة محلياً، إضافة إلى المستوردة من الصين والهند.

محلات الشروق في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، كان من أوائل الورش التي تصنع اليو بي أس محلياً، وبإمكانيات متواضعة استطاع حاتم وادي تصنيع اليو بي أس، وبيعه مع ضمانة لمدة 6 أشهر على الأعطال.

وحول فكرة اليو بي أس وطريقة عمله قال وادي : " اليو بي أس يعمل على شحن البطاريات الكبيرة ( 100 أمبير إلى 200 أمبير) بالطاقة الكهربائية خلال مدة زمنية معينة أثناء وجود التيار الكهربائي، وبعد انقطاع الكهرباء نقوم بتشغيله ووصله في شبكة الكهرباء المنزلية ليكون بديلاً للتيار الكهربائي الرسمي، يعمل لمدة تتراوح بين 5 و6 ساعات متواصلة، وربما أكثر بقليل حسب حجم الأجهزة الكهربائية التي تعمل عليه، وأيضا حجم البطارية المستعملة على اليو بي أس.
وعن الصعوبات التي واجهها أبو أحمد النيرب في بداية عمله قال أن أكبر صعوبة واجهته كانت توفير القطع والمواد الأولية اللازمة للعمل، مشيرا إلى أنه تجاوزها بالاستيراد من الصين.

وأكد النيرب أن أجهزته تباع بضمانة 6 أشهر، ولذلك يقبل عليها المواطنون، بينما الأجهزة الصينية والهندية تباع بدون ضمانة وأسعارها مرتفعة بالنظر لسعر اليو بي أس المحلي الذي لا يتجاوز الـ 800 شيكل للكيلو وات الواحد.

بتكلفة أقـــل وأمـــان
ويعتبر أهالي القطاع نظام اليو بي أس بديل مريح وآمن وغير مكلف للكهرباء، التي تتواصل أزمة انقطاعها منذ ثماني سنوات على التوالي بعد قصف محطة التوليد الوحيدة في غزة إثر اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قبل حركة حماس وفصائل المقاومة.

ويرى المواطن رامي ريان أن اليو بي أس وفر على الغزيين كثيرا من المال والجهد، فتكلفته قليلة بالمقارنة مع مولدات الكهرباء التي تعمل بالسولار والبنزين.
وقال ريان:" هذه الأجهزة آمنة جدا، وأي شخص في المنزل يمكن أن يقوم بتشغيلها صغيرا أو كبيراً، أما المولدات فهي خطيرة جدا ومجرد وجود البنزين في المنزل فهو خطر كبير، بالإضافة إلي أن المولدات مصدر كبير للإزعاج والتوتر والمرض".

ومع انتشار اليو بي أس في حياة الغزيين، أصبحت تجارة البطاريات السائلة والجافة تجارة رائجة حيث تتراوح أسعار البطارية الواحدة الـ (100 أمبير) بين 750 شيكل و800 شيكل، وقد تصل إلي 1500 شيكل للبطارية (200 أمبير).

الألواح الشمسية
أفضل البدائل على الإطلاق هي الألواح الشمسية ليس على الصعيد المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي، فالعالم الآن يتجه نحو الطاقة الشمسية وسبل الاستفادة منها كبديل مهم مستقبلا.

قطاع غزة بدأ يستفيد من الطاقة الشمسية فعلا، لكن من الصعب اقتناؤها على الصعيد الشخصي نظرا لثمنها الكبير جدا، الألواح الشمسية تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، ومن ثم تخزينها في بطاريات للاستخدام.

وسبب ارتفاع أسعارها يعود إلى أنها تحتاج لعدد كبير من الألواح، وسعرها مرتفع جدا حيث يصل سعر اللوح الواحد ل 250 دولار أمريكي ويحتاج كل منزل لـستة ألواح، ما يعني تكلفة البيت الواحد يصل لـ 1500 دولار، بالإضافة لأنها لا تدخل بسهولة إلى قطاع غزة أصلا بسبب الحصار المفروض عليه، إلا بواسطة منظمات دولية كمنظمة الصليب الأحمر، وهذه لا توفرها إلا للمستشفيات أو ما شابه بالشكل الرسمي والقانوني من معابر غزة، ولكن استطاع الغزيون توفيرها عن طريق الأنفاق على الحدود مع مصر وتوفيرها للمواطن العادي السوق المحلي.

ليدات الإضاءة
أكثر بدائل التيار الكهربائي انتشارا وأكثرها إقبالا وتداولا هي ليدات الإضاءة التي تعمل على بطاريات صغيرة الحجم زهيدة الثمن، فنظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة لأغلب المواطنين في قطاع غزة منذ الحصار المفروض لأكثر من 7 سنوات، يبحث دائما المواطن عن سد حاجته بأقل تكاليف.

فعند دخولك لأي محل تجاري أو شركة أو منزل لابد وان تشاهد تلك الليدات المضيئة ذات اللون الأبيض، فأشكالها أحجامها مختلفة، وأسعارها زهيدة مقارنة بالبدائل الأخرى.

وعندما دخلنا أحد المحال المختصة للسؤال عن تكلفة شبكة الليدات وأسعارها، علمنا أن سعر الليد الواحد يتراوح بين 5 إلى 10 شواكل، والبطارية الصغيرة تتراوح بين 60 شيكل و 150 شيكلا، وتحتاج تلك البطارية لشاحن بسعر حوالي 50 شيكلا، بالإضافة للسلك الكهربائي الواصل لها وسعر المتر الواحد هو نص شيكل فقط.

لذا يحتاج المنزل الواحد لـ 150 شيكل تقريبا لتوفير الإضاءة الكافية لمدة يوم كامل قبل شحنه مجددا، لتكون تلك الطريقة أرخص وأكثر أمنا من البدائل الأخرى ولكن لا تفي بكافة الاحتياجات كالمولدات الكهربائية وأجهزة اليو بي أس، فهي تستخدم للإضاءة فقط وليس لها استخدامات كهربائية أخرى.

مهما ضاقت السبل لفلسطيني غزة لكنهم دائما ما يجدون حلول مبتكرة لمعاناتهم اليومية في ظل تفاقم أزمة الكهرباء التي وصلت لذروتها منذ أكثر من 8 سنوات بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيد في قطاع غزة عام 2006، ففي ظل الضيق الذي يفرضه الانقطاع المنتظم للكهرباء في القطاع يلجأ المواطنون في غزة لابتكار طرق وبدائل جديدة تخفف عن كاهلهم معاناتهم وآلامهم المستمرة.

Loading...