ندوة وطنية توصي برقابة أكثر لحماية الاشتال الزراعية

رام الله-رايــة:

استجابة الى صرخات المزارعيين المتضررين من مشاكل الاشتال الزراعية وأمراض التربة، نظمت الاغاثة الزراعية ندوة متخصصة حول المشاتل وتأثير الاصناف الزراعية على جودة الانتاج ودخل المزارع، وذلك من خلال تقديم أوراق عمل من قبل الاغاثة الزراعية وزارة الزراعة ومركز الابحاث الزراعية وآخرى من قبل الجمعيات التعاونية الزراعية.

وحضر هذه الندوة التي عقدت يوم أمس في مركز التدريبي "نعيم خضر" التابع للإغاثة الزراعية بحضور نشط من قبل 90 شخصا يمثلون وزارة الزراعة ومراكز الابحاث الزراعية وجامعة خضوري ومؤسسات اريج وكير الدولية و GFA والخراز، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن 20 جمعية تعاونية من مختلف المحافظات وآخرين يمثلون 7 مشاتل زراعية.

وأوصى المشاركون في الندوة بضرورة رقابة أكثر لمنتجي الاشتال غير المرخصين ومنع المشاتل المرخصة من التجارة بها، ومراقبة تجار الاشتال المتجولون بسياراتهم، وتشديد الرقابة على المشاتل من حيث الانواع الزراعية والاصناف الزراعية واجبار المشتل على وضع خارطة بالكميات والمواصفات وعرضها للزبون.

فحص اصناف الاشتال
وطالب المشاركون وزارة الزراعة بضرورة توظيف مهندس زراعي مستقل يعمل داخل المشتل بدوام كامل ولا تباع الاشتال من المشتل الى بتوصية منه، والزام مسؤولي المشاتل بعدم بيع الاشتال إلا بفاتورة رسمية تتضمن النوع والصنف. بالاضافة الى عقد سلسلة من  ورش ارشادية تزيد من توعية المزارعين حول طرق حمايتهم من التلاعب في الاشتال، مطالبين في الوقت ذاته بدور أكثر للمؤسسات العاملة في هذا القطاع بالتركيز على دور المؤسسات يجب ان تركز على مواصفة الاشتال وليس على السعر.

خطة وطنية لتحسين الانتاج
ودعا المتخصصون في القطاع الزراعي الى تظافر جهود كافة المؤسسات الحكومية والاهلية لوضع خطة وطنية لتطوير المشاتل وتفعيل مراكز الابحاث الفلسطينية من حيث تفعيل مختبرات فحص الاصناف الزراعية والتربة، وتعزيز وسائل البحث العلمي للاشجار المثمرة ودراسة الاصول والبذور الموجودة لتكون مقاومة للامراض ومقاومة للجفاف وغزيرة الانتاج، مشددين في الوقت نفسه على تفعيل القوانيين والتشريعات التي تعمل على تحصيل حق المزارع في حال تعرضه لغش من قبل المشتل، بالاضافة الى تفعيل عمل المجالس المحلية لتكون الحامي الاول للمزارع الفلسطيني، وتشجيع الجمعيات التعاونية للانضمام الى هذه المجالس.

دور المشاتل في التنمية
وقدم المهندس الزراعي صادق عودة من الاغاثة الزراعية  ورقة حولا دور المشاتل في التنمية الزراعية ، وركز على التوضيح الى التعريف بالمشاتل واهميتها ودورها والمواصفات الحديثة التي لابد ان يعمل بها متطرقا الى ابعادها التنموية.

وقدم مدير دائرة الحجر الزراعي في وزارة الزراعة المهندس الزراعي شادي درويش عرضا حول أهمية المشاتل وكيفية أن تصل الشتلة سليمة للمزارع، وتطرق الى نظام المشاتل الزراعية والاليات ضبط عمل المشاتل من خلال توفير جسم خاص لجميع المشاتل المرخصة يتضمن مواصفات المشتل وطرق الترخيص، كما أوضح الفرق بين المشتل ومركز البيع للاشتال، بالاضافة الى طرق تعامل المؤسسات العاملة بالقطاع والوزارة، خاصة ان المؤسسة الوحيدة التي تتعامل مع الوزارة بالاشتال هي الاغاثة الزراعية.

أمراض التربة  تفتك في الاشتال
من جانبه، عرض د. عزيز البرغوثي من  مركز البحوث الزراعية  شرحا وافيا حول القيمة المضافة لمراكز الابحاث في العملية الانتاجية، ودورها في تحسين اداء المشاتيل و تنمية السلسلة الانتاجية، وتطرق الى اهمية إنتاج الطعومات في المركز وتوزيعها على المشاتل واستعرض انتاج طعومات ل 30 صنف من الزيتون  و38 صنف من العنب بالاضافة الى 6 أصناف من الفستق الحلبي، وعرض ادخال تقنية تركيب البطيخ والعمل على ايجاد اصول محلية لتخفيض التكلفة، وذكر أن المركز قام بتصنيف 1700 مرض وراثي بجميع بياناته وهذه التصنيفات يمكن الاستفادة منها للاكثار.

في حين قدم ممثل جمعية الجفتلك التعاونية السيد حربي العبد الله  مداخلة حول مشاهدات البطيخ "ان هذا الصنف غير مرغوب به  وكانت خسارة كبيرة للمزارعين، وتم توزيع اشتال الجوافة باعداد كبيرة وكانت مصابة بامراض التربة "النيماتودا" وتم التخلص منها، كما ان مبيد النيماكور يستخدم بكثرة في  الاغوار، وهذا مضر جدا، وأن اشتال العنب مات منها الكثير بسبب سوء تركيب الطعوم بالمشتل.

المشاتل: طموح بادخال اصناف جديدة رغم الخسارات
واعتبر ماهر الجنيدي ممثلا عن مشتل الجنيدي ان المشاتل ايضا تتعرض للخسارة ولا احد يعرف كمية الخسارة من  من وراء العمل بالاصناف الجديدة فقد تعرضنا لخسارة بقيمة 300000 شيكل فقط من البطيخ المركب، ولكن الهدف عندنا ليس الربح بقدر ادخال نوع زراعي جديد على القطاع الزراعي ومثله كثير، وحاليا نعمل على ايجاد صنف للجوافة يقاوم ظروف الاغوار.

وتخللت الورشة نقاشا واسعا حول المشاكل التي حصلت في الميدان خلال السنوات الماضية والخسائر الفادحة في القطاع الزراعي بسبب امراض التربة ومغايرة الاصناف الزراعية واعتبر عديد من المشاركين ان مطلوب حاليا وجود رابط بين المهندسيين الزراعيين في الميدان ومراكز الابحاث لايجاد حلول علمية وتوعية المزارعين بها لتلاشيها في المستقبل، وطالب بعض بتقييم كافة تفاصيل التكلفة وليس فقط التعويض لا يمكن شتله مقابل شتلة.