الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة: أسعار شقق الايجار تكسر ظهر منكوبي الحرب

غزة- رايــة:

سامح أبو دية- 

بعد أن وضعت الحرب أوزارها وبدأت الحياة تسري في شرايين قطاع غزة من جديد، ظهرت أشكال جديدة لمعاناة المواطنين في ظل ندرة الشقق السكنية المعروضة للإيجار وارتفاع أسعارها بفعل الدمار الهائل الذي حل بالقطاع وتوقف حركة البناء ومنع إدخال مواد الاعمار حتى اللحظة، الأمر الذي فاقم معاناة النازحين في غزة وشتتهم بين الأهل والأقارب ومراكز الإيواء واستئجار مخازن تجارية أٌعدت لتكون محلات لا لتسكنها عوائل كاملة، فيما لا زالت بعض الحقائب مغلقة على ثياب وأمتعة انتشلها أصحابها من تحت أنقاض بيوتهم المدمرة دون أن يجدوا مأوى بديل لفتح حقائبهم.

هي معاناة من نوع آخر يعيشها أصحاب البيوت المدمرة في قطاع غزة، إنها معاناة توفير المسكن في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الشقق، فأصحاب البيوت يتسابقون في رفع أسعار شققهم حتى بات سعر إيجار الشقة لا يقل عن 300 دولار.

المواطن إسلام من حي الشجاعة شرق مدينة غزة، أضطر لترك منزله الذي كان يستأجره لعائلته المكونة من 8 أفراد لعدم مقدرته على دفع إيجار ذلك المنزل، يواصل بحثه عن مكان يسكنه وعائلته ويقي أبناءه الأمطار وبرد الشتاء القادم.

يقول إسلام لـ "رايــة": "اضطررت لوضع أكياس "النايلون" وتثبيتها بأحجار، وأضع الغطاء الشتوي على أبنائي وإحكامه جيدا حتى لا يصلهم البرد وتغرقهم مياه الأمطار".

ويضيف إسلام أن أبناؤه أصابتهم أمراض جلدية بسبب الظروف المعيشية القاسية التي يمرون بها من عدم توفر مسكن خاص بهم نتيجة تدمير المنزل في الحرب الأخيرة.

هذه العائلة المكونة من 8 أفراد أٌجبرت على النوم في المنتزهات بعد بيع أثاث المنزل لدفع إيجار البيت الذي كانوا يسكنوه، إلى أن تدخل أهل الخير من الميسورين، ووجدوا له ولعائلته غرفة صغيرة تحميه وأسرته من برد الشتاء.

ويقول إسلام رب تلك الأسرة: "لم يكن عندي أي أثاث منزلي لأني اضطررت لبيعه لأتمكن من دفع الإيجار للمنزل الذي كنت أسكن فيه، ولكي أستطيع أن أطعم عائلتي، حيث في بعض الأيام لم أستطع توفير سوى وجبة واحدة في اليوم لأولادي"، ويضيف إسلام بأنه طول 4 شهور لم يتوقف عن زيارة الجمعيات والمؤسسات المعنية في غزة لطلب المساعدة لعائلته دون جدوى.

بدورها قالت وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة أنها ستضع اسم هذا الرجل ضمن كشوفاتها لتقديم المساعدة لعائلته فيما بعد رغم ارتفاع المراجعين لدى الوزارة، مؤكدة أنه يمر عليها كثير من الحالات الصعبة من ناحية توفير بدل إيجار في ظل ارتفاع أسعار الشقق السكنية بسبب العدوان الأخير، وهذا يشكل عبء جديد على المواطن، ووزارة الشؤون الاجتماعية بدورها تقوم بتبني تلك الأسرة الفقيرة ومساعدتها في توفير أماكن سكن.

معاناة العوائل المنكوبة في البحث عن شقق يسكنوها فاقت معاناة النزوح القسري عن منطقة سكناهم، فأجرة الشقق في مدينة غزة قفزت إلى أسعار تفوق قدرات المواطنين في ظل سوء أوضاعهم الاقتصادية، حيث وصلت أسعار الإيجار إلى الضعف وأحيانا إلى الضعفين، بعد زيادة الطلب الملح عليها لكثرة الباحثين عنها من قبل آلاف العائلات التي تم تدمير منازلها أو تلك التي نزحت إلى مناطق تعتقد أنها أكثر أمنا من مناطق القتال على حدود غزة.

نبيل أبو معيلق رئيس اتحاد المقاولين في قطاع غزة أكد وجود أزمة سكن في قطاع غزة بسبب الحصار، مشيرا إلى أن ارتفاع إيجار للشقق السكنية هو نتاج تلك الأزمة التي بدأت ملامحها مع انتفاضة الأقصى وتفاقمت مع الحصار واشتدت مع الحروب الإسرائيلية المتكررة، مشددا على أن هذا الأمر تراكمي خاصة مع الاحتياج الكبير للسكن بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 51 يوما.

وأضاف أبو معيلق أن على المسئولين متابعة غلاء أسعار الشقق لأننا خارجون من حرب مؤلمة تحتاج تكاتف الجميع، وعلى أصحاب الشقق السكنية أن يعملوا بما يرضي الله حتى لا نستغل معاناة ومأساة المشردين ونساعدهم بما يمكننا من دعم صمودهم وتخفيف الأعباء التي تقع عليهم.

حالة الغلاء في أسعار الشقق والتي لازمت أهالي القطاع على مدار أربعة سنين مضت لا زالت تثير لهم استياء كبير وتزيد من أعبائهم والتزاماتهم المادية رغم سوء الأوضاع المعيشية، وبمقارنة بسيطة بين أسعار الشقق في غزة ومتوسط دخل المواطن تظهر الأزمة الحقيقة في السكن، والتي ستبقى قائمة طالما بقيت خطط إعادة إعمار القطاع دون تنفيذ، ما يتوجب على المسئولين في شطري الوطن التدخل ووضع خطط سريعة لحل تلك المعضلة ولو بشكل مؤقت لتجنب كارثة اجتماعية قد تنتج.

Loading...