الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

رصاصة الغدر أصابت "مصعب" وغيرت مجرى حياته

نابلس- رايــة:

فراس أبو عيشة- هم شبابٌ في مقتبل العمر، عاشوا تجربة الانتفاضة الثانية، وواجهوا الاحتلال بحجارتهم، ولكن رصاصات الاحتلال كانت غادرة، فأصابتهم بمناطق تجعلهم عاجزين عن الحركة، ولكن رغم معاناتهم الجسدية والنفسية، والظروف الصعبة التي يعايشونها، إلا أن إرادة الحياة التي نبتت في قلوبهم كانت وراء تحديهم لآلامهم، ورفضهم للاستسلام.

الشاب مصعب، 28 عاماً، من مدينة نابلس، يُعاني من إعاقةٍ حركيةٍ منذ الانتفاضة الثانية "الأقصى" عام 2001، أرغمته على ملازمة الكرسي المتحرك، فيقضي ساعات أيامه وحياته عليها، دون أن يشعر بأيِّ نقص.

يستهل مصعب حديثه "في صبيحة اليوم السادس عشر من شهر شباط لعام 2001، خرجت من المنزل عند الحادية عشر صباحاً، وكانت هُنالك مواجهات دائرة مع الاحتلال في مدينة نابلس، فشاركت بها، ورشقنا أنا وعشرات الشبان الفلسطينيين الحجارة، والزجاجات، والألعاب النارية".

واستطاع الاحتلال استدراج أحد الشبان، ومحاصرته، وإلقاء القبض عليه، واشتدت حدة المواجهات، حتى قيام الاحتلال باستدراج شابٍ آخر، وإطلاق النار والرصاص الحي بشكلٍ عشوائي في محاولة لتفريق الشبان، وقمع أفعالهم.

وعن تفاصيل إصابته، يُوضح "أثناء إطلاق الرصاص بشكلٍ عشوائي، استطاعت رصاصة الغدر الأولى أن تُصيبني بالقرب من منطقة الفخذ، ولكن حاولت الركض والفرار منهم، لأتلقى الرصاصة الثانية والتي جاءت في منتصف ظهري، ووقعت أرضاً".

ونُقل مصعب على إثر إصابته إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، ليكتشف وعائلته أنَّه مُصابٌ برصاصةٍ في الفخذ، ورصاصتين إثنتين في الظهر، وليست واحدة فقط، وليتفاجأ بإصابة أخاه الأكبر الذي يكبره بسنتين بجروحٍ بسيطة في قدمه اليسرى إثر رصاصةٍ أُصيب بها.

ويُتابع "لم أستطع تحريك أطرافي، وأكد الأطباء إصابتي بالشلل، كون إحدى الرصاصتين أصابت نخاعي الشوكي، ولكن لم أُصدقهم، وحاولت أن أقوم من سرير المشفى للسير، فسرعان ما سقطت أرضاً، ومن يومها لم أستطع الوقوف على قدميَّ أو المشي خطوةً واحدة، وأصبحت أتنقل وأقضي حاجاتي من خلال الكرسي المتحرك".

ويستشعر بأنَّه لا ينقصه شيء، وخاصة عند مقارنته بالأصحاء، فالله ابتلاه بشيءٍ ليصبر عليه، وعوضه بأهلٍ وإخوةٍ يُراهن على أن يكون في هذا الزمان مثلهم، ويستطيع قضاء حاجته لوحده، ودون مساعدة أحد.

ووالدته تُعبر عن ألمها من تلك اللحظة، فهي وزوجها لم تعرف أن إبنهما قد أُصيب إلا بعد سماع الخبر وإسمه عبر إحدى الإذاعات المحلية، فاتصلت على جواله المحمول، وردَّ صديقٌ له وأخبرهم بأنَّ مصعب تعرض لإصابةٍ متوسطةٍ بالفعل.

وتُنهي والدته "لا أعتقد بأن إصابته التي حالت به لأن يكون مقعداً هي نقمة، بِقدر ما هي نعمة، فهو يواظب على قراءة القرآن باستمرار، وكل فروض الصلاة ملتزمٌ بها في بيوت الله، وهو من يدعونا إلى القيام لأداء فرض الصلاة، فالحمدلله".

Loading...