حيفا: خلافات وانسحابات في المجلس الملي الأرثوذكسي

رام الله-رايــة:

أثار تأجيل الموعد الرسمي لانتخابات المجلس الملّي الوطني الأرثوذكسي في حيفا عدة مرات تجاوزت الخمسة شهور نقاشاً حاداً بين أبناء الطائفة الأرثوذكسية. وانسحب في أعقاب التأجيل مجموعة من أبناء الطائفة العربية الأرثوذكسية بالإضافة بينهم الصيدلي إبراهيم غطّاس.

وتحالف ٣٢ مرشحاً بالتوافق ليكوّنوا الهيئة التمثيلية الجديدة للمجلس الملّي الوطني الأرثوذكسي.

وقال الصيدلي غطّاس، لـ"عرب ٤٨"، إن “المشكلة الأساس هي في طريقة الانتخابات، والهيمنة العائلية القبلية الموجودة في المجلس الملّي وهيئاته”.

وأضاف أن “الدستور الذي يسير بحسبه المجلس تم وضعه في العام ١٩٤٨ على يد محامي الأرض حنّا نقارة، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم كبرت الطائفة الأرثوذكسية، وأصبح عددها قرابة ال ٦٥٠٠ فرد، وفي المقابل كان المجلس مكوّن من ١٢ شخصا، أمّا اليوم فهو مكوّن من ٣٢ عضواً”.

وتابع: “هذا التغيير في عدد أبناء الطائفة وممثّليه يفرض آلية انتخاب جديدة، فآلية الانتخاب السارية اليوم هي شخصية، أي أن التصويت يتم لشخص بعينه، هذا كان ملائم عندما كان عدد أبناء الطائفة صغيراً والواحد يعرف الآخر، أمّا اليوم فهذه الآلية غير ملائمة ووجب تغييرها لآلية انتخاب نسبية لقوائم وبرامج عمل وليس أفرادا وأبناء عائلات معينة”.

وتطرّق إلى حال المجلس، وقال إن “هنالك هيمنة على المجلس من قبل عائلات كبيرة وتحالفات، وترشّحي جاء لتسجيل موقف المعارض وغير الموافق على ما يحصل في المجلس”.

وتابع: “هنالك ٣٢ عضو في الهيئة التمثيلية، بلا معارضة ولا منافسة ولا مراقبة، وهذا حال غير صحّي وجب تغييره وتبديل الوجاهة والقبلية والمحسوبية لبرامج عمل يصوّت ابن الطائفة بحسبها ويراقبها ويحاسب إن لم تتم”.

وكانت مجموعة أبناء الكنيسة، التي انسحبت من الانتخابات، أصدرت بياناً صحافياً تدعو فيه لمقاطعة الانتخابات، وقالت إن “مجموعات أخرى قامت  بإرسال قوائم المرشحين الى بيوت الناخبين وذلك ليملوا عليهم ماذا يصوتوا، وكانهم جهلة يقودونهم إلى صندوق الاقتراع. ندعوكم بهذا لمقاطعة الانتخابات والتي قد حسمت نتيجتها والتي لن تجلب أي تغيير وسيبقى كل متعلق بكرسيه التي ورثها نيابة عن أبية أو خاله وعمة إلى سنين عديدة وكما قال المثل: ’تيتي تيتي متل ما روحتي أجيتي’. وأخيراً نقولها بالصوت العالي هنيئاً لكِ أيتها الطائفة الارثوذكسية فان القيادة الجديدة هي القديمة التي لم تتغير على مدار سنين عديدة ولكن آن الأوان لتغييرها'..

وأضافت المجموعة في بيانها أن “المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود حيث ائتلف 32 مرشحاً ليكونوا الهيئة التمثيلية ضد مجموعة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، حتى أن أحد المرشحين غير متواجد في البلاد وسيتغيب مدة سنتين ولكن اسمة مدرج  كمرشح !!! وهكذا تتحول الهيئة التمثيلية إلى كتلة واحدة بدون معارضة أو مراقبة”.

وعقب رئيس المجلس الملّي الأرثوذكسي في حيفا، يوسف خوري وقال لـ'عرب 48' إن 'انتخابات المجلس الملّي تتم كل أربع سنوات، واستطعنا في الآونة الأخيرة أن ننجز وفاقاً بين أبناء الطائفة لمنع التكتلات والمنافسة بين أبناء الطائفة الواحدة'.

وتابع: 'تفاوضنا مع مجموعة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، وعرضنا عليهم نائب رئيس المجلس وعضوين في المجلس، بالإضافة إلى وجودهم في أي لجنة يطلبونها. ومن الجدير ذكره أن العمل لصالح الطائفة يتم من خلال اللجان التي فتحنا أبوابها للجميع حتى أبناء طوائف أخرى'.

وأضاف خوري أن 'مجموعة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية انسحبت خلال المفاوضات بصورة مفاجئة، وبقي الصيدلي غطّاس ومرشّح إضافي ممّا وجب أن نقوم بالإنتخابات التي علينا أن نختار فيها 32 عضواً من أصل 34 مرشّحاً، ولم ينجح الاثنان بدخول المجلس وادعيا أن هنالك تكتّلات منعت وصولهم، علما أن التكتلات هذه نتاج طبيعي للانتخابات التي طالبوا فيها'.

وتطرّق خوري لمطلب غطّاس بتغيير طريقة الانتخابات، وقال إن 'تغيير بند دستوري يحتاج إلى دعم من قبل ثلاثة أرباع أعضاء الهيئة التمثيلية، وطرحناه في وقت سابق ولم ننجح بتغيير هذا البند. أمّا بالنسبة للمعارضة فهي معارضة داخل المجلس ذاته وتعارض وتوافق على مواضيع مختلفة، وليس هنالك معارضة معرّفة كمعارضة فقط!'.