"تبرع بكتابك".. مبادرةٌ شبابيَّةٌ فلسطينيَّةٌ تُعيد للكتاب مجده

نابلس رايـة:

فراس أبو عيشة- "الكتب سعادة الحضارة، بدونها يصمت التاريخ، ويخرس الأدب، ويتوقف العلم، ويتجمد الفكر والتأمل"، فلعل القراءة من متع الحياة، بل هي أمتع المتع التي تؤنس الروح، وتُبدد الكآبة، وتُبسط البهجة والسعادة على من يجاورها، ويخطو بين حروفها وسطورها.

مبادرة "تبرع بكتابك"، هي أول فكرةٍ تُطلقها مجموعة "انطلق" في مدينة نابلس، وتكون من الطراز الثقافي، لتنشر ثقافة القراءة لدى الشباب، والسعي لجعل الكتاب هو خير صديق في هذا الزمان الذي تُفتقد فيه متعة القراءة، والتي تُستمد من خلال القراءة بالكتب الورقية المطبوعة، بعيداً عن الإلكترونية.

يقول صاحب المبادرة والقائم عليها مدرب التنمية البشرية عبد الله شويكة "تتمحور الفكرة حول مشاركة الشباب في نشرة الثقافة والمعلومات بين الجميع، ودون أدنى تكلفة، لنهدف من خلالها إلى خلق ثقافة حضارية في مجتمعنا الفلسطيني بشكلٍ خاص، تدعو لاقتناء الكتب الورقية، ومشاركة الجميع بكل الكتب التي قرأناها سابقاً، والتبرع بها لأشخاص آخرين، للاستفادة منها".

ولا بُد من صعوبات تواجه المرء في حياته، والإمكانيات المالية الضئيلة هي سيدة الموقف، فتسعى مجموعة "انطلق" جاهدةً، والقائمون على مبادرة "تبرع بكتابك" إلى إقامة معرض في مكان بوسط مدينة نابلس بعد موافقة البلدية، لتُعرض فيه الكتب، ويستطيع الجميع أن يصل إليه دون عناء، وبسهولة.

ويُشير إلى أن الذي سيغيره المعرض، هو خلق مجتمع متواصل مع بعضه البعض، فسيتم تبادل الكتب من خلال معرضنا، وسنكون كـَوسيط بين القراء، ويستطيع القارئ أن يستبدل أي كتاب يريده بكتابٍ آخر، وبهذا يُمكن للقارئ إضافة بعض الملاحظات على الكتاب الذي قرأه سابقاً لمن يريد قراءته في المرة التالية، وكذلك نشر ثقافة وعادة القراءة بين الشباب، حيث من الوجاب على أمة "إقرأ" أن تقرأ.

ولمن يقول أن الشعب الفلسطيني بعيد عن القراءة والثقافة، يُوضح شويكة "بالعكس تماماً، نحن شعب مثقف، ونعي ما نفعله، والدليل على أن العديد من الشباب والشابات تبرعوا بالكتب، وبذلوا كل ما بوسعهم، لنجمع أكبر قدر من الكتب، ووصلتنا رسائل عديدة تشد على أيادينا بنشر الثقافة بين فئات مجتمعنا، فهذا إن دل على شيء، يدل على أننا شعب طموح، ويسعى للرقي بنفسه، ويطمح بمستقبل أفضل، ومشرق، لا يأتي إلا بالقراءة، والوعي، والإدراك".

ويُبين أن طموحهم يكمن بالاستمرار في تنفيذ الأفكار الخلاقة والنوعية التي تفيد المجتمع، وتساعد في بناء المجتمع الواعي المثقف، إضافة إلى توسعها واشتمالها على المدن الفلسطينية كافة، ولكن استمراريتها وتوسعها يُشكل عبء مالي على القائمين عليها، حيث أنَّهم متطوعين، ولا تعود هذه الحملة بـِربحٍ أو عائد مالي، لذلك يسعون بالبحث على ممول وداعم لهم، كوزارة الثقافة على سبيل المثال.

وهم يحملون رسالتين، أولهما للشعب الفلسطيني، مضمونها "اهتموا بقراءتكم، وانهضوا بها، فنحن شعبٌ واعٍ ومثقف، ولو راهن الجميع عليه، لاكتسحنا الرهان"، وثانيهما إلى المسؤولين، وتدعوهم إلى تبني هكذا مبادرات، ورعاية هؤلاء الشباب، ودعمهم، لكي يواصلوا المسير، فهؤلاء الشباب هم بناة المستقبل.

للتبرع بالكتب، الاتصال على 0569836547- عبد الله شويكة (القائم على المبادرة)